إذا كان المتلددون بالرقص على ايقاعات نبض جوارح و المواطن المغربي المقهور من خلال المهرجانات في الهواء الطلق او داخل الكاباريهات بشكل اختلت معه الموازين السياسية و الاقتصادية و... فإن رقصا اخر لا يقل فظاعة رغم اختلاف الراقصين مورس منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي جل عازفيه ينتمون لأوركسترا كبير مدني و عسكري بأدوات موسيقية تقليدية و حديثة منصتها جثث شهداء حرب الصحراء ومتكأ عازفيها أجساد اسرهم من أرامل و أيتام. عازفون من طينة خاصة لا تربطهم صلة بهموم و قضايا هذه الشريحة ، ولا هم لهم غير تلبية حاجاتهم البيولوجية من نوم وأكل ... جاعلين من شهداء حرب الصحراء و أسرهم ألات موسيقية لعزف إيقاعات و أنغام مختلفة تسكرهم و تنسيهم واقعها المعيش .
لذا فإن من يرقصون على جثث شهداء حرب الصحراء و أسرهم ليسجلوا بعض النقاط على أيتامهم و أراملهم بطريقة لا أخلاقية من خلال تهميشهم و التضييق عليهم وحرمانهم من التمتع بأبسط حقوق المواطنة من أجل العيش الكريم في هذا الوطن الذي حفظوه بأسمائهم و جعلوا منه علامة تجارية تخصهم لوحده، لن يهدأ لهم بال و لن يغمض لهم جفن مادام في أيتام شهداء حرب الصحراء من أجل استرجاع الأقاليم الجنوبية عرق نابض .
فأيتام شهداء حرب الصحراء اصبح لديهم من النضج ما يكفي لإيقاف معزوفاتكم النشاز و أن تعزف بدلكم سمفونيات متعددة تتجاوزكم و تظهر ضعفكم و ذلك بأدوات لم تكن تخطر لكم على بال لعل ما وصل إلى مسامعكم منها معزوفة الرايات السود على منازل الشهداء كتعبير عن استمرار الحداد عليهم منذ استشهادهم من أجل وطن اصبحنا فيه كاسر "مجرد لقمة فوق الشبعة "، والقادم منها أكثر إحراجا و فضحا لكم و لسياستكم و كل ألاعيبكم في هضم حقوق هذه الشريحة...