يفتتح منتخب كوستاريكا لكرة القدم مشواره في نهائيات مونديال روسيا في 17 يونيو الجاري أمام صربيا، قبل ملاقاة نظيريه البرازيلي والسويسري على التوالي في 22 و27 من الشهر ذاته، وهي المواجهات التي يسعى من خلالها إلى تكرار إنجازه في المونديال الأخير قبل أربع سنوات بالبرازيل، حينما وصل، لأول مرة في تاريخه، إلى ربع النهائي. وسيشارك منتخب "لوس تيكوس" في كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، بعد سنوات 1990 و2002 و2006 و2014، حيث بصم على أفضل مشاركة له في نهائيات التظاهرة الكروية العالمية خلال النسخة الأخيرة بالبرازيل، حينما خرج بصعوبة من دور الربع أمام المنتخب الهولندي بالضربات الترجيحية. وبالعودة إلى ماضيه الكروي، يبدو أن المنتخب الكوستاريكي دأب على خلق المفاجأة، حيث عاكس التوقعات خلال أول ظهور له في المونديال سنة 1990، حينما تأهل عن مجموعته بعد فوزه على كل من اسكتلندا والسويد، قبل الخروج من الدور الموالي إثر تعثره أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا(4-1). وفي نسختي 2002 و2006 توقف مشواره عند دور المجموعات، قبل أن يخلق المفاجأة من جديد في نسخة 2014، حينما تخطى الدور الأول على حساب إيطالياوإنجلترا وحقق إنجازا غير مسبوق بوصوله إلى ربع النهائي. وخلال التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا، أبان منتخب كوستاريكا، بطل كأس الكونكاكاف ثلاث مرات (1963 و1969 و1989)، عن إمكانيات قد تجعله رقما صعبا في معادلة المجموعة الخامسة، حيث تأهل بجدارة بعد احتلاله المركز الثاني في تصفيات منطقة الكونكاكاف بمجموع 16 نقطة خلف المنتخب المكسيكي صاحب الصدارة ب21 نقطة. وخلال هذه التصفيات فاز منتخب كوستاريكا في اربع مباريات وتعادل في مثلها وخسر في مباراتين، كما تمكن لاعبوه من هز شباك الخصوم في 14 مناسبة خلال المباريات العشر، ولم تتلق شباكهم سوى 8 أهداف. بيد أن منتخب كوستاريكا أثار خلال المباريات الودية الأربع التي خاضها استعدادا للمونديال المقبل شكوكا حول مدى جاهزيته للذهاب بعيدا في الموعد الكروي العالمي القادم، حيث خسر بهدف دون رد أمام كل من تونس والمجر وبهدفين نظيفين أمام إنجلترا، قبل أن يفوز بثلاثية نظيفة على منتخب إيرلاندا الشمالية. لكن المنتخب الكوستاريكي، الذي يتوفر لاعبوه على أكبر متوسط أعمار بين المنتخبات المشاركة (29 عاما وخمسة أشهر)، يعول على تجربة عناصر خبرت الملاعب الأوروبية، مثل برايان رويز، لاعب فريق سبورتنغ لشبونة البرتغالي، الذي تألق بشكل لافت في المونديال الأخير بالبرازيل، وجويل كامبل، مهاجم أرسنال الإنجليزي سابقا وريال بيتيس الإسباني حاليا، وسيلسو بورخيس لاعب وسط ديبورتيفو لا كورونيا الإسباني، وبشكل أكبر على حارسه كيلور نافاس، المتوج بثلاث بطولات أوروبية رفقة ناديه ريال مدريد الإسباني. ويحمل نافاس على عاتقه القسط الأكبر من آمال مشجعي بلاده، بالنظر إلى أدائه مع فريقه الإسباني في السنوات الأخيرة، وكذا بالنظر إلى تألقه خلال مباريات المونديال الأخير، لاسيما خلال لقاء ثمن النهائي ضد اليونان حينما نجح في التصدي لضربتي جزاء وقيادة كوستاريكا إلى ربع نهاية كأس العالم لأول مرة في تاريخها. كما يراهن الكوستاريكيون على خطط وتكتيك المدرب أوسكار راميريز (53 عاما)، الذي سبق أن دافع ألوان منتخب بلاده في 75 مناسبة، بينها مباريات مونديال 1990 بإيطاليا، من أجل تكرار إنجاز المدرب السابق ل"لوس تيكوس"، الكولومبي خورخي لويس بينتو، قبل أربع سنوات. ورغم أنه يوجد في مجموعة صعبة تضم منتخبين مصنفين ضمن أفضل عشر منتخبات في العالم، مثل البرازيل (2) وسويسرا (6)، فإن منتخب كوستاريكا يسعى إلى خلق المفاجأة تماما مثلما خلقها قبل أربع سنوات على حساب منتخبين عريقين مثل إيطالياوإنجلترا.