شكل اللاعبون المغاربة المحترفون بالأندية الأوروبية، والذين يحملون جنسية مزدوجة، دعامة أساسية للمنتخب الوطني خلال مشاركاته المختلفة في نهائيات كأس العالم. ويحظى هؤلاء اللاعبين باحترام وتقدير كبيرين من قبل الجمهور المغربي، خاصة وأن عددا منهم رفضوا اللعب لمنتخبات أوروبية وفضلوا حمل ألوان منتخب بلدهم الأصلي. وللدوليين البلجيكيين من أصل مغربي حكاية عشق للقميص الوطني، حيث بصم عدد منهم على حضور متميز في بعض مشاركات المغرب في كأس العالم.
عبد الله ناصر، كان أول مغربي - بلجيكي يشارك في نهائيات كأس العالم صحبة المنتخب الوطني حيث كان أحد العناصر الأساسية في التشكيلة التي خاضت مونديال 1994 بالولايات المتحدة.
ولعب ناصر، المزداد بسيدي سليمان في 1966، وهاجر إلى بلجيكا رفقة أسرته وهو صغير السن ، كمدافع أيمن خلال المبارتين الأولتين أمام كل من بلجيكا والمملكة العربية السعودية.
ورغم خروج المنتخب الوطني المغربي من الدور الأول من هذه النهائيات، إلا أن أداء عبد الله ناصر، الذي جاور مجموعة من الأندية البلجيكية على رأسها سيركل دو بروج (1990 – 1993)، كان جيدا خاصة على مستوى الهجوم حيث كان يمد الخط الأمامي بمجموعة من التمريرات الدقيقة.
وتستمر الحكاية مع جيل جديد من اللاعبين البلجيكيين من أصل مغربي، حيث تم اختيار لاعبين ضمن لائحة المنتخب الوطني الذي سيشارك في نهائيات روسيا 2018 ويتعلق الأمر بكل من نبيل درار والمهدي كارسيلا.
ولد نبيل درار سنة 1986 بمدينة الدارالبيضاء، ولعب لعدد من الأندية البلجيكية كنادي كلوب بروج وويسترلو وديجم سبورت، قبل أن ينتقل إلى نادي موناكو الفرنسي الذي حاز معه البطولة السنة الماضية، ثم نادي فنربخشة التركي.
ويعتبر درار من ركائز الفريق الوطني التي يعتمد عليها المدرب هيرفي رونار بالنظر للإمكانيات التي يتوفر عليها وروحه القتالية، وقدرته على اللعب كظهير أو جناح أيمن، وكذا للمستوى الجيد الذي قدمه هذا الموسم في البطولة التركية.
وكان نبيل درار، الذي بدأ مشواره مع المنتخب الوطني سنة 2008، وراء الهدف الأول خلال المباراة التاريخية والحاسمة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الإيفواري في إطار الجولة الأخيرة من الإقصائيات المؤدية لكأس العالم.
إلى جانب نبيل درار، يعزز صفوف المنتخب الوطني في المونديال المقبل المهدي كارسيلا بعد موسم رائع مع ستاندار دو لييج حيث حاز على جائزة "الأسد البلجيكي 2018"، كأفضل لاعب من أصل عربي في بلجيكا.
المهدي كارسيلا من مواليد مدينة لييج سنة 1989 من أب إسباني وأم مغربية، برز نجمه في البطولة البلجيكية بعدما وقع على أول عقد احترافي مع ستاندار دو لييج وهو في سن ال 19.
سنة بعد ذلك، تلقى المهدي كارسيلا دعوة من الجامعة البلجيكية لكرة القدم حيث خاض أول لقاء ودي مع الشياطين الحمر في نونبر 2009، غير أن كارسيلا فضل في الأخير اللعب للفريق الوطني المغربي بحكم قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تسمح للاعبين الذين يحملون جنسية مزدوجة تغيير " جنسيتهم الرياضية " على الرغم من مشاركتهم مع منتخب آخر شريطة أن يكون ذلك في إطار لقاء غير رسمي.
وخاض المهدي كارسيلا أول مباراة له مع الفريق الوطني أمام النيجر في يناير 2011 في لقاء ودي. ورغم غيابه لبعض الفترات عن المنتخب، فإن كارسيلا بصم على عودة قوية خاصة بعد المستوى الباهر الذي قدمه هذا الموسم في البطولة البلجيكية.
وإلى جانب هؤلاء النجوم، الذين مثلوا مغاربة بلجيكا أفضل تمثيل، وجب التذكير بعدد من الأسماء والتي وإن لم يسعفها الحظ في المشاركة في كأس العالم مع الفريق الوطني المغربي إلا أنها سجلت إسمها في تاريخ كرة القدم الوطنية. ومن أبرز هؤلاء محمد لصحف النجم السابق لفريق ستاندار دو لييج الذي لعب اقصائيات كاس العالم 1994 رفقة الفريق الوطني، والذي منعته الإصابة من الانتقال إلى أكبر الأندية الأوروبية.