بقلق كبير تابع مهتمون بشأن النفسي و الاجتماعي، ما يعرض خلال رمضان من برامج تلفزيونية ، ذات الأبعاد الخطيرة جدا، سيما بالنسبة للأطفال الصغار ، حيث تم تسليط الأضواء على سلسلة " سوحليفة " الهزلية، حيث تظهر من خلالها البطلة الصغيرة ذات الثماني سنوات تقريبا، وهي تتحدث مع شخصية " المدني " التي يجسدها الكوميدي " يسار "، بطريقة أشبه ما تكون بحديث " عجائز "، وهو ما اعتبر بحسب ذات المصادر، تجاوز غير مسبوق و ضحد لكل قيم الاحترام التي ينبغي أن يتحلى بها الصغار في تعاملهم اليومي مع من يكبرونهم سنا، حيث أبدى المهتمون تخوفا كبيرا من أن تترسخ شخصية " سوحليفة " بين الناشئة، لتتحول إلى " سوحليفات " تلغى معها كل الاعتبارات المذكورة سالفا. رئيس جمعية " منتدى الطفولة "، السيد عبد العالي الرامي، انتقد بدوره مسلسل "سوحليفة"، التي تجسدها طفلة دون الثامنة من عمرها، حيث قال : " بالرغم من أن الحلقات الأولى للبرنامج الكوميدي حظيت بأعلى نسب المشاهدة على اليوتيوب، فإنها تظل نموذجا سيئا بالنسبة للأطفال، إذ تستخدم الطفلة عبارات أكبر من عمرها، وهو ما قد ينعكس بشكل سلبي على قريناتها". وأكدت ذات المصادر، أن ما يعيش على وقعه المجتمع المغربي من ردة أخلاقية غير مسبوقة، ليس في حاجة إلى " سوحيلفة " أو " الدرب " أو " أولاد علي "، التي ترسخ قيم الانحطاط و تنقل صورا قاتمة عن فئات من المجتمع، بل الحاجة كل الحاجة إلى برامج من شأنها أن تنقذ ما يمكن إنقاذه، بعد هذا " النكوص " الأخلاقي الذي بات يتخبط فيه المجتمع المغربي، في ظل استفحال الاجرام و التحرش و التشرميل ... المثير في الموضوع وفق ذات المصادر، ان هيئة " الهاكا " المخول لها التصدي بكل حزم في وجه التجاوزات التي قد تطل على الجمهور المغربي عبر الشاشة الصغيرة، لم تحرك ساكنا حتى اليوم، والتزمت الصمت، وسط غليان كبير بين متتبعي القنوات المغربية.