الخلاف الدبلوماسي يعني أن المملكة العربية السعودية ستقدم على “قرصنة” كافة المباريات ال 64 في كأس العالم المقبلة التي ستنطلق في روسيا في يونيو المقبل وذلك في أعقاب حظر الرياض لقناة رياضية مملوكة لدولة قطر والتي تمتلك حقوق البث الحصرية لفعاليات الحدث الأهم رياضيا في العالم. هكذا استهلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية تقريرا سلطت فيه الضوء على اتساع نطاق الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين دول الخليج الثلاثة- السعودية والإمارات والبحرين- وبين قطر والتي قامت على إثرها تلك الدول بمقاطعة الدوحة دبلوماسيا واقتصاديا بسبب دعمها للمسلحين والتقرب المثير للجدل من إيران، المنافس الإقليمي للرياض. وقال التقرير إن تداعيات الأزمة امتدت لتشمل أيضا القطاع الرياضي بعدما قادت الاضطرابات التي اندلعت في يونيو الماضي السعودية إلى حجب بث قناة “بي إن سبورتس” في ظل الحظر التجاري القائم بين دول المقاطعة والبلد الخليجي الصغير الغني بالغاز الطبيعي المسال. وأضاف التقرير أنه وبالإضافة إلى مباريات كأس العالم، تمتلك القناة القطرية حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي “البريميرليج”، ومباريات دوري أبطال أوروبا “تشامبيونزليج” ونهائي كأس إنجلترا في منطقة الشرق الأوسط. وبعد فترة وجيزة من حصول المقاطعة الخليجية لدولة قطر، بدأ السعوديون على الفور في حجب بث “بي إن سبورتس” ومنع العملاء من سداد الاشتراك في القناة. ولجأت السلطات السعودية بدلا من ذلك إلى قرصنة القناة مستخدمة خدمة قمر صناعي يُطلق عليها “beoutQ”، والتي تمكن مستخدمي الإنترنت فقط في السعودية ممن يدفعون 80 جنيه إسترليني لشراء أجهزة “ديكودر”، من مشاهدة القناة القطرية. وقال توم كيفيني، المدير الإداري لقناة “بي إن سبورتس”:” الإشارة المقرصنة يتم نقلها بواسطة القمر الصناعي (عرب سات) الموجود في الرياض والتي تعد المملكة العربية السعودية أكبر حامل للأسهم فيه.” وأضاف كيفيني أن تشغيل “eOutQ” يحتاج إلى معرفة صناعية وإمكانات وتمويلات بملايين الدولارات.” وفي يونيو من العام الماضي أقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر على فرض حصار دبلوماسي واقتصادي على دولة قطر وحظر كافة وسائل النقل البرية والبحرية والجوية مع الدوحة، متهمين إياها بدعم الإرهاب والتقرب من إيران، وهو ما نفته الدوحة جملة وتفصيلا. ودفعت “بي إن سبورتس” مليارات الدولارات لتأمين حقوق البث الحصرية للبطولات الرياضية العالمية المهمة، عبر دفعها أحيانا أموالا تزيد عن القيمة السوقية لتأمين هيمنتها على الشرق الأوسط. لكن تواجه الدوحة الآن كابوسا مفزعا يتمثل في أنشطة القرصنة لمباريات كأس العالم 64، وعجزها عن فعل شيء حيال ذلك. كانت مجموعة “بي إن” الإعلامية، قد طالبت في السابق السلطات السعودية بوقف بث قناة “beoutQ”، التي تبث مباريات رياضية بصورة غير مرخصة، ووصفتها ب “القرصنة”. وفي أغسطس من العام الماضي أقدمت قنوات “beoutQ” الرياضية على بث مباريات تملكها حصريا شبكة قنوات “بي إن سبورت” القطرية ذائعة الصيت، تزامناً مع بداية الموسم الكروي الجديد في القارة الأوروبية. وتملك شبكة قنوات “بي إن سبورت” حقوق البث الحصري لمختلف بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم، علاوة على أعرق البطولات الأوروبية، ولا يُمكن التعدي على حقوقها في منطقتي “الشرق الأوسط” و”شمال أفريقيا” فضائياً أو من خلال الإنترنت.