جولة قصيرة بين الأسواق المغربية، كانت كافية جدا، لتكشف عن حجم الكارثة التي تنتظر موائد المغاربة خلال شهر رمضان، حيث من المرتقب جدا أن يبلغ سعر عدد من المواد الاستهلاكية مستويات غير مسبوقة، لن يقوى المواطن البسيط على مجاراتها، سيما في ظل الالتزامات الأخرى التي تنتظره، من قبيل العطلة الصيفية، عيد الأضحى و الدخول المدرسي المقبل. وارتباطا بالموضوع، فقد سجلت أسعار المحروقات قفزة جديدة في الأسواق العالمية، بتخطيها سقف 77 دولارا، متأثرة بالقرار الأمريكي القاضي بالانسحاب من الاتفاقي النووي الموقع مع إيران وإعادة فرض العقوبات عليها، حيث توقع خبراء في المجال أن يبلغ سعر البرميل ما يناهز 100 دولار خلال الفترة المقبلة، مما يعني أن سعر البنزين في المغرب سيقفز إلى ما فوق 15 درهما للتر، وهو الأمر الذي سينعكس لا محالة على أسعار سلسلة من المواد الأساسية، التي من المحتمل أن تشهد دورها ارتفاعا ملحوظا. والحال ذاته ينطبق، على سوق اللحوم الحمراء، التي بلغت مستويات قياسية خلال الآونة الأخيرة، بعد أن بلغ سعر الكلغ الواحد من لحم الغنم 75 درهما، في وقت قفز سعر لحم البقر إلى 70 درهما، و هي الأرقام التي من المحتمل أن ترتفع شيئا ما خلال رمضان بالنظر إلى الإقبال الكبير على اللحوم خلال هذا الشهر المبارك، في وقت تراجع سعر لحوم الدجاج إلى ما دون 13 درهم للكلغ، بالنظر إلى ضعف الإقبال عليه. و من خلال جولة في الأسواق بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، فقد شهدت أسعار الحمص و العدس ارتفاعا ملحوظا حيث وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من الحمص حوالي 30 درهم، فيما قارب ثمن الكيلوغرام من العدس 13 درهم والبصل 5 دراهم. أما سوق السمك، فقد حافظت على أسعارها المرتفعة جدا، سيما خلال رمضان و الصيف، حيث يصبح الإقبال عليها متزايدا بشكل لافت، فمثلا سعر " الميرلا " بلغ 90 درهم ، " الصول " 140 درهم … و الحال ذاته ينطبق على سوق الفواكه التي مازالت أسعارها في ارتفاع مستمر عطفا على ضعف العرض مقابل ارتفاع الطلب عليها.