تم انتخاب ميلود معصيد رئيسا للاتحاد الوطني للتعاضد المغربي وذلك خلال الجمع العام التأسيسي للاتحاد الوطني الذي انعقد مؤخرا بالرباط. وذكر بلاغ للاتحاد اليوم الاثنين أن أشغال الجمع العام التأسيسي، التي حضرها وزير التشغيل و الإدماج المهني السيد محمد يتيم ومدير الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي ورئيس الجمعية الدولية للتعاضد، تميزت أيضا بالمصادقة على القانون الاساسي للاتحاد وانتخاب جهازه التنفيذي و المجلس الاداري . وأضاف البلاغ أن هذه المبادرة تهدف إلى ترسيخ قيم و مبادئ التعاضد الكونية، و توحيد الصف التعاضدي والترافع عليه بشكل مؤسساتي ، وتيسير الولوج للخدمات الصحية وفق مبادئ التضامن والتآزر التي تراعي الجانب الاجتماعي للمنخرطين وتطوير بنية التعاضد. كما تندرج في الإسهام الفعال في مجال الحماية الاجتماعية، و استشراف العمل المشترك الداعم للحفاظ على المكتسبات التي يضمنها الظهير الشريف رقم 1-57-187 الصادر بتاريخ 24 جمادى الثانية 1383 (12 نوفمبر 1963) والدستور الجديد للقطاع التعاضدي بالمغرب. وأكد وزير التشغيل و الإدماج المهني في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أن التعاضديات التي ظهرت تباعا منذ قرن من الزمن، لعبت دورا مركزيا في قطاع الحماية الاجتماعية التي يدبره الأفراد؛ بصورة مستقلة أو بتعاون وتنسيق مع باقي أنظمة الحماية الاجتماعية الأساسية التي تدبرها الدولة، بحيث أن تجربة قطاع التعاضد تبقى أهم تجربة يمكن للمغرب أن يعتز بها في مجال التغطية الاجتماعية بشكل عام والتغطية الصحية بشكل خاص، ولاسيما قبل دخول نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض حيز التطبيق في 18 غشت 2005. وجدد السيد يتيم دعم الوزارة للتعاضديات المغربية ودعوتها من أجل تطوير التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع التعاضديات المنتمية للدول الشقيقة والصديقة، علاوة على تعزيز تمثيليتها في أجهزة المنظمات الدولية للتعاضد، وعلى رأسها الجمعية الدولية للتعاضد. وأشاد بالمناسبة بالسيد عبد العزيز العلوي نائب رئيس الجمعية الدولية للتعاضد لجهة إفريقيا والشرق الاوسط، وكذا رؤساء المجالس الادارية للتعاضديات المغربية بهذه الجمعية، على العمل الجبار الذي يضطلعون به داخل أجهزة هذه المؤسسة، والذي يعكس الصورة الحقيقية والمشرفة للمملكة المغربية ولقطاعها التعاضدي. كما دعا الوزير إلى الاستمرار في العطاء الغزير لصالح منخرطي التعاضديات لجهة إفريقيا والشرق الاوسط، منوها بالجهود التي يبذلها السيد كريستيان زان رئيس الجمعية الدولية للتعاضد بمعية باقي أعضاء المكتب المسير لهذه الجمعية من أجل تعزيز وإشاعة قيم ومبادئ التعاضد لفائدة ربع مليار شخص حول العالم. من جانبه، أكد ميلود معصيد أن تأسيس الاتحاد الوطني للتعاضد المغربي جاء بناء على نقاش جماعي بين مكونات التعاضد، في سياق التطورات التشريعية والتنظيمية والمؤسساتية التي يعرفها هذا المجال في المغرب، مبرزا ضرورة مواكبة التحولات الوطنية والدولية التي تعرفها منظومة الحماية الاجتماعية، بهدف الرقي بالخدمات المقدمة للمنخرطين وذويهم إلى مستويات رفيعة استنادا إلى منطوق دستور المملكة لسنة 2011 في فصله 31، واستنادا إلى القيم الكونية ذات الصلة والتي تضع صحة الإنسان في مركز اهتمامها. وأعلن أنه سيتم الاحتفال السنة القادمة بتأسيس أول تعاضدية بالمغرب التي أكملت 100 سنة على تأسيسها ، ألا وهي تعاضدية الأمن الوطني والتي تليها تعاضديات أربع، سنوات 1928-1929-1946 في زمن الحماية الفرنسية وتعاضديات ما بعد الاستقلال سنوات 1958 – 1963 – 1976، مما يؤكد أن النظام التعاضدي في المغرب سابق حتى للقوانين التي تؤطره. واعتبر أن تأسيس الاتحاد الوطني للتعاضد المغربي "لا يروم إطلاقا منافسة أحد أو القيام مقام أحد، بل توحيد المكونات التعاضدية الوطنية في إطار مسؤول قائم على القانون، تتحقق داخله وحدة الخطاب ووحدة الاستراتيجية".