الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آل الفاسي
نشر في أخبارنا يوم 11 - 03 - 2011

كيف اغتنوا؟ ما الذي بوأهم مكانة هامة بالقرب من المخزن؟ لماذا ولجوا العلم أكثر من غيرهم؟ لنكشف عن تاريخهم، بحثنا في أصل 13 عائلة فاسية شهيرة. خلال اختبار شفوي بكلية الطب قبل عقدين، يحكى أن طالبة جلست أمام أستاذ يدعى عز الدين العراقي، الذي سيصبح وزيرا أول فيما بعد، فسألها عن اسمها العائلي أولا، وحين أخبرته وهي في حالة ارتباك، رد عليها: «هاد الشي علاش الخدامات ما بقاوش في بيوتنا».
لحزب الاستقلال وغيره من الفاسيين المغاربة قصص كثيرة من هذا النوع، أكثرها انتشارا تلك المنسوبة لعلال الفاسي أيام الاستعمار الفرنسي حيث طلب من «العروبية» إرسال أبنائهم لمقاومة الاستعمار بدل مقاومة الجهل في المدارس، فيما كان فّاسة يرسلون أبناءهم إلى المدارس ليشكلوا؟بعد الاستقلال النواة الرئيسية للنخبة التي لجأ إليها المخزن. التصور الشعبي لفّاسة لم يتغير، فأسماء «بن…» تنتظرهم مناصب قبل ولوجهم إلى معاهد عليا، وتفتح لهم الإدارات أبوابها بسهولة. المغاربة لا يفرقون بين الطبقات الثلاث لتلك العائلات: الشريفة؛ التي تنتمي إلى آل البيت، «الأندلسيين»، الذين غادروا الأندلس بعد سقوطها، و«البلديين»، العائلات اليهودية التي دخلت الإسلام. تستمر هيمنة فّاسة على كل القطاعات، مشكلين ما يشبه لوبيات غير معلنة. يقول مندوب طبي بمرارة: «عملت لسنوات في مختبر لبيع الأدوية، كنت لا أحظى بتقدير عن عملي رغم أن النتائج كانت تظهر جودته. كنت أتلقى راتبا أقل من أصحاب «البن» نسبة إلى فّاسة. صاحبنا المندوب يضيف «لم أستفد من الترقية لأنني عروبي، عشت لسنوات هذا الحيف، هاد الشي علاش ما تا نحملش فاسة». للناس فيما يكرهون مذاهب
الهيمنة الاقتصادية بالتحالف مع المخزن
ظلت فاس منذ تأسيسها مركزا تجاريا وثقلا دينيا، لعلمائها الحكم الفصل في اختيار الحكام، فبيعة العامة لا تتم إلا بعد بيعة الخاصة من العلماء والصلحاء. لذا كانت الأسر المتعاقبة على الحكم تسعى لكسب ود بيوتات فاس، غير أن هذا الدور سيقلص كثيرا من المرينيين إلى القرن التاسع عشر، حيث شهدت فاس ركودا تجاريا وضعف تأثيرها الاقتصادي، وتحولت إلى «عاصمة دينية وعلمية»، واكتفى فّاسة، خاصة الشرفاء منهم، بالاعتماد على «مزاولة الحرف واستغلال وظائفهم الدينية». مع بداية القرن التاسع عشر، بدأت فاس تسترجع مجدها السابق، فظهرت عائلات جديدة من التجار أمثال بنجلون وبن سليمان وبناني والقباج. عارضت العائلات الفاسية، أيام السعديين، السلطان محمد الشيخ، مؤسس الدولة، كما عارضت مؤسس الدولة العلوية السلطان رشيد، وخرجت على مولاي سليمان لنصرة الزاوية الدلائية التي حكمت جزأ من المغرب في القرن السابع عشر. هذا جعل المخزن يتقرب منهم ويلتمس مساعدتهم. ويذهب العربي اكنينح، الباحث في التاريخ، الى أن ثراء الفاسيين تحقق بفضل منحهم عدة امتيازات من قبل المخزن، «فقد كان يغدق عليهم من بيت ال؟ال، ويقلص ديونهم. السلطان مولاي الحسن الأول خاطب باشا فاس في العام 1874 يطالبه بجدولة قرض بذمة عبد السلام بن حمادي، كما أنعم مولاي الحسن الأول على أحمد بن المدني بنيس ومحمد العربي القباج برخص في التصدير. ومنذ الستينات من القرن الثامن عشر، أصبح عدد من فاسة ينعتون ب«تجار السلطان». وابتداء من القرن التاسع عشر «تولى عدد منهم مناصب سياسية ودبلوماسية»، كما دون الناصري في الاستقصا، ليتشكل ما سماه العربي اكنينح بتحالف العائلات الفاسية مع المخزن الذي جعلهم «يشكلون طبقة واحدة تتحكم في السياسة والاقتصاد». ولتعزيز مكانتها الاجتماعية لجأت عائلات كثيرة إلى ادعاء النسب الشريف. «أزاحت طبقة التجار، بسبب نفوذها المالي بعد انتفاضة 1820، الأرستقراطية الدينية نهائيا»، يقول لازاريف. «لقد كان المجتمع الفاسي، كما يقول عبد الوهاب الدبيش، باحث في التاريخ، يخضع توزيع الحرف لنظرة دينية. مجتمع مدينة فاس كان له عقد اجتماعي مبني على قانون عرفي يخص فئة معينة بامتهان حرفة معينة. هنا ظهر من يمتهن النبيل من الحرف كالحرير والعطر». أما اليهود، يوضح الدبيش، فكانوا يمتهنون الحرف غير الطاهرة. كانت عائلات الكوهن وبنشقرون مثلا من هذه العائلات التي لم تكن علاقتها بالتجار الشرفاء وطيدة. ظلت العائلات الشريفة تتطير منها، كما هو الحال بالنسبة لعائلة گنون، وهي عائلة فاسية اشتهرت بالعلم.
العلاقة مع الغرب
ساهمت العائلات الفاسية، في القرن التاسع عشر، في تسهيل مهمة التجار الأمريكيين والأوربيين وإقامتهم لوكالات تجارية في مدن ليون ومارسيليا بفرنسا وليفربول ومانشيستر بإنگلترا. كما توسعت في إفريقيا، خاصة السينغال، في بداية القرن العشرين. وبحسب المؤرخ الفرنسي لوكليرك، فإن التجار الفاسيين كانوا يملكون 12 وكالة تجارية في فرنسا «كما ظهر اتجاه نحو إفريقيا مع استعمار فرنسا للسينغال، ففتحت أكثر من 30 وكالة في جزيرة سان لوي السينغالية لوحدها»، يوضح الباحث في التاريخ عبد الواحد أكمير في كتابه «فاس وإفريقيا: العلاقات الاقتصادية والروحية». خلال فترة الحماية، كان تجار فاس أول من لجأ إلى الحماية، ويذكر اكنينح أن التاجر محمد القباج، مثلا، كان محميا من قبل ثلاث دول عظمى وهي: ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. كما نسج الفاسيون علاقات مع سماسرة أجانب، إذ رغم «الوضعية الاقتصادية المتدهورة تمكنت الطبقة التاجرة بفاس من جمع ثروات طائلة وحصلت على امتيازات هائلة»، يؤكد اكنينح.
فاسة يستمرون في الهيمنة
هذه الطبقة، يضيف الباحث، نمت وترعرعت في كنف الدولة وازدهرت أيما ازدهار بتواطئها مع التجار والسماسرة الأجانب على حساب مصلحة بلادها ومواطيها، واحتلت قمة الهرم الاجتماعي في فاس. هذا ما يسجله أيضا الأنتربولوجي الأمريكي جون واتربوري، صاحب كتاب «أمير المؤمنين»، عندما يصف فاسة بالنخبة «المدينية التي استطاعت أن تحافظ على تقاليدها وتحالفاتها ومكتسباتها، حتى عندما انتقلت إلى مدن أخرى». لذا استمرت في هيمنتها على النسيج الاقتصادي والمالي، كما تخلت عن وظائف كانت تعتبرها «نبيلة» وذات وضع اجتماعي خاص، مثل الطب، ليدخل أبناؤها كبريات المعاهد الخاصة بالتسيير والإدارة. في السبعينات أفرز إحصاء أن 60 عائلة مغربية تهيمن على الصناعة المغربية، كان نصفها عائلات فاسية. هيمن فاسة على القطاع المصرفي من خلال إنشاء التاجر مولاي علي الكتاني، سليل الزاوية الكتانية التي تكن عداء للعلويين، لمصرف بنك الوفا. وكانت إدارة الأبناك التابعة للدولة بين يدي العائلات الفاسية. لم يختر المغرب «سياسة تربوية تشجع الطبقة المتوسطة، وفضل سياسة حزب الاستقلال الخاصة بالتعريب»، حسب بيير فيرموران، لذا كان عز الدين العراقي الاستقلالي، صاحب تلك السياسة التعليمية التي وسعت الهوة بين فّاسة وغيرهم من العائلات الفقيرة. الباحثة أمينة المسعود؟ توصلت في بحثها عن الوزراء أن 61،9 في المائة من الوزراء الذين تعاقبوا على الحكومات المغربية خلال الفترة الممتدة من 1955 إلى 1984 «فاسة». لتقوية الروابط بين فاسة، والاستمرار في هذا التقدم، اعتمدت العائلات على حصر التزاوج بينها فقط. آصرة المصاهرة بين فاسة أقوى من كل الأواصر الأخرى. عبد الواحد الفاسي، ابن علال الفاسي مثلا، له علاقة مصاهرة بعباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال. عائلة القباج عززت مصالحها الاقتصادية بالمصاهرة كوسيلة «فعالة من أجل توثيق صلات الارتباطات العائلية»، يقول المؤرخ عبد الهادي التازي، الذي ربما يحاول تفسير ارتباط عائلة القباج في علاقة مصاهرة مع عائلات بنجلون وبنكيران والعلج والعراقي وعمور والصنهاجي وبناني وبنشقرون وگسوس. لم تقتصر المصاهرة على الأسر الفاسية فيما بينها، بل انتقلت إلى المصاهرة مع القصر أخيرا، من خلال اختيار الملك محمد السادس لسلمى بناني زوجة له. هذه المصاهرة أغبطت كثيرا الأسر الفاسية، وفهمت منها أن مكانتها في الهرم الاجتماعي المغربي مازالت مستمرة. التصور الشعبي لم يجد للانتقام من هيمنة فاسة غير نسج حكايات ساخرة عن أسمائهم، فربط بناني بالطبخ )شكون اللي تا يتكنى بالبنة غير الباسل( والكتاني بالنسيج )شكون اللّي تا يتكنى بالكتان غير اللي تا يبيع فيه(، والصقلي بالخياطة )شكون اللّي تا يتكنى بالصقلي غير اللي تا يخيط بيه(، وربط برادة بالنقش في البراريد، )شكون اللي تا يتكنى بالبراد غير اللي تا ينقش فيه(.
1ألفاسي. ببركة سيدي عبد الرحمان المجذوب
أشهر العائلات النافذة حاليا هي عائلة الفاسي، دخلت كل القطاعات ونالت منذ الاستقلال مناصب سياسية. منهم من يضيف الفهري إلى الكنية، لكن اللقبين معا لعائلة تنحدر من فرع واحد. كان لعلال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال، دور كبير في إشعاع هذه العائلة، واستمر حاليا مع عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال وعبد الواحد الفاسي، نجل علال الفاسي، بالإضافة إلى الطيب الفاسي الفهري، كاتب الدولة في الخارجية والتعاون وأخيه عمر الفاسي الفهري، زوج الوزيرة ياسمينة بادو. لهذه العائلة علاقة وطيدة بالعلويين، إذ توطدت علاقتها بالمخزن أيام السلطان مولاي إسماعيل، الذي عين، دفعة واحدة، ثلاثة من أفراد العائلة الفاسية في مناصب إدارية مهمة. بعض المصادر تقول إن هذه العائلة يعود أصلها إلى فهر، وهي فرع من قبيلة قريش هاجرت من الجزيرة العربية إلى الأندلس، ثم دخلت إلى مدينة القصر الكبير. هناك التقى جدهم أبو المحاسن الفاسي بسيدي عبد الرحمان المجذوب، بعد معركة وادي المخازن، التي كان أبو المحاسن أحد قادتها. بعدها أسس الزاوية الفاسية. بعض كتب التاريخ تذهب إلى أن الفاسي استمد بركته من سيدي عبد الرحمان المجذوب. انتقلت إلى فاس، وأنجبت الأسرة علماء كبارا درسوا في القرويين ونالوا مناصب في القضاء والإفتاء
2 التازي. من تجار السلطان إلى دبلوماسيين
عبدالهادي التازي، السفير والباحث في التاريخ، يعتبر من الأسماء الكبيرة لهذه العائلة الفاسية. كما يعتبر عبدالحق التازي، القيادي في حزب الاستقلال، من أشهر أسماء هذه العائلة. عائلة التازي تنحدر من أصول عربية قدمت إلى المغرب من الأندلس، وأقامت بمدينة تازة، لذا أطلق عليها اسم التازي. واشتهرت العائلة في عهد المولى عبدالعزيز بتنظيم الإدارة المغربية. هنا يذكر المؤرخ عبدالهادي التازي "لقد طلب المولى عبدالعزيز من الأمين التازي، بعد أن أعفاه من منصبه في أعقاب وفاة باحماد، أن يرسم له تنظيما لدار النيابة بطنجة، فظهر ما ؟مكن تسميته أول نظام داخلي لوزارة الخارجية". بعد تازة استقرت العائلة في فاس. منذ الستينات من القرن الثامن عشر أصبحت بعض العائلات الفاسية توصف بتجار السلطان، وابتداء من القرن التاسع عشر تولى عبدالهادي التازي وعبدالواحد التازي مناصب سياسية ودبلوماسية في عهد مولى سليمان. ويذكر الناصري صاحب الاستقصا أن "المفضل التازي عين أمينا على قبض الداخل بدار عديل، والحاج محمد بن أحمد برادة والطالب التازي عينا أمينين على طنجة". ويرى عبدالهادي التازي أن نسب الأسرة إلى شيخ الإسلام غانم بن علي يعود إلى الرسول. كما ذهب إلى أن بني غانم بن علي من الأدارسة الأشراف، غير أن مجموعة من الباحثين تشكك في ادعائ؟م النسب الشريف
3 بناني. رأسمالهم دعم المخزن
يرجع عبد السلام بن سودة أصل بناني بكسر الباء، إلى ثلاث، أولهم من تلمسان. ثانيهم يدعون الشرف وهم ليسوا كذلك، أصلهم من جبل العلام، وثالثهم أصلهم من القيروان، "فيهم العلم والدين منذ زمان". من هذه العائلة 32 فرقة، أصلهم الشيخ محمد بن عبد السلام بناني. ويذهب الكتاني في "زهر الآس" إلى أن أولاد بناني من قدماء فاس، أصلهم من قرية "بنان"، وصفها ب"قرية عظيمة من إفريقيا"، جاؤوا إلى فاس أيام المولى يحيى بن محمد بن إدريس في القرن التاسع الميلادي. وأضاف أنهم تعاطوا للتجارة، خاصة تجارة الحرير. عظم شأنهم في القرن التاسع عشر، فالحاج أحمد بناني سميرس عين، إلى جانب بنجلون عبد الكريم، أمينين للمال في الدار البيضاء. وسميرس فرع من بناني، وهو اسم عصفور. استمر نفوذ هذه العائلة التاجرة بعد تحالفها مع المخزن، مستفيدة من دعمه. كانت من العائلات التي فتحت وكالات في السينغال وفرنسا، إلى جانب برادة والتازي وبنجلون، ودخلت في مصاهرة مع تلك العائلات، كما أن للعائلة فروعاً مقيمة في مدن مغربية مختلفة. بناني ظل اسما مقربا من القصر، ويعمل بعضهم حاليا في الجيش، أبرزهم هو الجنرال عبد الحق بناني. وفي قطاع المال والأعمال يعتبر عبدالحق بناني الذي تربع لسنوات على رأس وفا بنك أشهرهم، ومنهم من يزاول الأعمال الحرة والمحاكاة والصحافة. بلغت أسرة بناني شأنا خاصا بعد اختيار الملك محمد السادس زوجته سلمى من هذه الأسرة
4 الصقلي. التصوف يُغلب المال
على خلاف غالبية العائلات الفاسية، لم يهتم الصقليون بالمال والتجارة ومراكمة الثروة، وظلوا مسكونين بالتصوف، مرتبطين بزاويتهم التي أسسوها في القرن السابع عشر على يد مولاي أحمد الصقلي. فوزي الصقلي المدير الفني السابق لمهرجان الموسيقى الروحية يعتبر هذا الابتعاد عن النشاط التجاري استمرارا للفكر الصوفي. لهم حاليا تميز في الميدان الفني والأدبي من خلال حسن الصقلي وفوزي الصقلي والراحل مولاي علي الصقلي. وقد اعتاد محبو الزاوية أن يقيموا تجمعات للإنشاد والسماع تتوج بتقاليد الخمرة الصوفية التي هي تعبير بالجسد عن مستوى في ارتقاء الروح. أطلق عليهم هذا الاسم نسبة إلى جزيرة صقلية الإيطالية، فقد وصلوا إلى المغرب في القرن الرابع عشر الميلادي من تلك الجزيرة الإيطالية. وهناك من يقول إنهم شيعة من أصول شريفة تعود إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، هربوا من الجزيرة العربية إلى صقلية في القرون الأولى للإسلام، واتجهوا بعد ذلك إلى فاس فسبتة. كان للصقليين حظوة كبيرة خلال الحكم الموحدي. اشتهروا بالعلم وتعاطوا في قرون لاحقة للتجارة. لكنهم ظلوا أهل علم ودين
5 القباج. قفاطني تقرب من العلويين
من أشهر أسماء هذه العائلة والي مدينة الدار البيضاء محمد القباج. سبق أن كان مستشارا للملك، وكان قبل ذلك وزيرا للمالية. أصل الكلمة هو صانع القبا أي القفطان، بحسب المؤرخ عبد الهادي التازي، لكن أهل المغرب مختلفون عن أهل المشرق، فلم ينادوهم ب"القبابجية"، بل عوضوا الياء بتشديد الباء. "يتحدر آل القباج من أصل عربي قدم من تركيا وحل بفاس في عصر الخليفة أبو محمد عبد الواحد الموحدي. استوزر أسلافهم، وظهر منهم دبلوماسيون ورجال دولة"، يقول عبد الهادي التازي. وهناك وثائق أرمينية تؤكد وجود أسر تحمل هذا الاسم وتعيش في أرضوفان، هاجرت بدورها من أرض الروم في العام 1829. مصادر أخرى تقول إن هناك قباجًا آخر قدم من الأندلس واستقر بمدن مختلفة مثل فاس ومراكش والرباط وانتقل فرع منه إلى تونس ومازال يحمل اسم القبابجي أو القباجي. في عهد محمد بن عبد الرحمان ظهر المكي القباج، الذي احتكر تجارة العلق الطبي. ومثل المغرب في معرض باريس الشهير محمد بن العباس القباج. كانت عائلة القباج متدينة تقليدية، تنوعت أنشطتها من النشاط الاقتصادي إلى خدمة السلاطين. كانت لها علاقة قوية بالزاوية الناصرية والشرقاوية والقادرية والحراقية والفاسية، انتقل فرع منها للاستقرار في مليلية
6 الكوهن. يهود أسموا ونجحوا في التجارة والسياسة
عبد الرحمان الكوهن، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أشهر شخصية في عائلة الكوهن المعروفة بالبلديين، لأنهم من العائلات التي دخلت الإسلام. عمل لسنوات في الحقل الدبلوماسي، وكان سفيرا للمغرب في موريطانيا. كان الشرفاء يمنعون على اليهودي ركوب صهوة الفرس زمن الموحدين. ضايقوا اليهود كثيرا، وكانت العائلات المنتسبة إلى آل البيت تنظر إليهم نظرة ازدراء. هذا الوضع دفع عائلات يهودية إلى اعتناق الإسلام، لتفادي هذا التضييق وللكف عن دفع الجزية إلى بيت المال باعتبارهم ذميين، يقول الباحث محمد فلاح العلوي. من بين هذه العائلات عائلة الكوهن. يدل هذا الاسم، (الكوهن)، على رتبة عليا في تراتبية رجال الدين اليهود، وهذا يوضح مكانتها الدينية. كانت أسرة متدينة، هاجرت من الأندلس إلى المغرب أيام حكم إيزابيل الكاثوليكية، التي اضطهدت الساميين. عاشت اضطهادا آخر من قبل المسلمين، ونتيجة لذلك اضطرت إلى دخول الإسلام قبل خمسة قرون. استقرت في فاس وتعاطت في البداية إلى التجارة وكتابة العقود، كما برعت في الصناعة التقليدية. في العصر الحالي مارست الإدارة، سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام والصحافة، كما استطاعت ولوج الحقل الدبلوماسي، إذ عينت سفراء لعدة دول. في الميدان السياسي استطاعت أن تتسلق المناصب لتصل إلى قيادة الأحزاب
7 بنجلون. تجار جدد بجنب مخزن متجدد
يقول الكتاني في "بيوتات فاس الكبرى" إن أولاد بنجلون فاسيي الدار، من قدماء المدينة، وإن فيهم العلماء والعدول والمبرزين والتجار. بهذه العائلة فرق كثيرة، منها فرقة الشيخ العالم العامل أبي عبد الله محمد بن أحمد بنجلون الفاسي بلدا ومنشأ، كان عدلا وفقيها، وبحسب كتب الأنساب، كان لهذا الشخص كرامات وخوارق. من عائلة بنجلون، أيضا فرع الكومي. سموا كذلك لأن جدهم تبع طريقة الولي الصالح محمد بن سعيد الكومي. منذ قرون وهم يقيمون في مدن مختلفة منها وجدة، ومنهم أولاد بن طويلة، ويشير إلى أنه ترك منهم فرقا كثيرة. المؤرخ بن عزوز حكيم يذهب إلى وجود هذه العائلة في قبيلة توزين الريفية قرب مدينة الناظور، كانت تسمى بلجلون. في القرن التاسع عشر سطع نجم هذه العائلة وأضحت تحظى باحترام كبير من قبل السلطان. عائلة بنجلون تعد أكبر تجل لتحالف فئة التجار الجديدة مع المخزن، فالخيلع الطالب، صاحب الثروة الكبيرة كان مستشارا للسلطان، بل جمع المال رفقة تجار آخرين وكان على رأس المبايعين للسلطان في القرن التاسع عشر. العلاقة بين آل بنجلون والمخزن لم تنقطع. عثمان بنجلون كان مستشارا ماليا هو الآخر للحسن الثاني. تقربه من المخزن، واعتماد المخزن عليه ماليا جعل الطرفين يشكلان تحالفا اقتصاديا. هذا التحالف مكن عثمان بنجلون من امتلاك واحدة من أكبر المجموعات المالية في المغرب "فينانس.كوم"، كما أن أخاه الراحل عمر بنجلون نشط في تجارة السيارات
8 برادة. أسرة المال
لأسرة برادة علاقة طويلة بالمخزن، شكلت رفقة لحلو وبنجلون وبناني لوبيا اقتصاديا في القرن 19. أنعم السلطان على هذه العائلة بالإضافة إلى عائلات أخرى، بظهائر التوقير والاحترام، كما نالت مناصب مهمة في دواليب السلطة، إذ عين الحاج محمد بن أحمد برادة أمينا على طنجة. تعاطت للتجارة وأنشأت الأسرة في وقت سابق وكالات خارج المغرب، ودخلت في مصاهرة مع عائلات كثيرة. يذهب مؤرخون إلى أن أصولها عربية. لبرادة فروع كثيرة في عدة مدن مغربية، لكن أشهر تلك الفروع هي التي أقامت في فاس. مازالت أسرة برادة الفاسية تحظى باحترام كبير، وأشهر تلك الشخصيات محمد برادة، إذ تعاقب على مناصب مهمة في الدولة، من سفير للمغرب بباريس إلى وزير للمالية، فمدير مؤسسات كبيرة منها الخطوط الجوية الملكية. تنشط فروع أسرة برادة في ميادين أخرى، كالقطاع البنكي والصحافة والمحاماة والفنون، كما حافظت على إرث الأجداد من خلال التجارة والأعمال الحرة
9 العراقي. من شيعيين إلى شرفاء مقربين
لم ينس المغاربة اسم عزالدين العراقي، وزير التربية الوطنية والوزير الأول قبل سنوات. كان من مهندسي ما يعانيه التعليم العمومي حاليا من مشاكل. نال عز الدين العراقي مناصب أخرى منها أول رئيس لجامعة الأخوين بإيفران. هناك اسم آخر لهذه العائلة هو امحمد العراقي، نقيب الأسرة ورئيس ديوان المظالم. آل العراقي تعاطوا لمهن كثيرة. العراقي، كما يدل على ذلك الاسم، من أصول عربية عراقية. هربوا في القرن الرابع عشر من بلاد دجلة والفرات بعد غزو التتار. يعرفون ب"الشريف العراقي الحسيني". يعود نسبهم إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. حسب موقع "أنساب أونلاين"، فإنهم من قبيلة آل الصوفي التي انتقلت من العراق إلى مصر فالمغرب، وتتحدث مراجع تاريخية عن انتقالهم إلى الأندلس وعودتهم إلى المغرب بعد طرد الإسبان للمسلمين. يرجع نسبهم إلى الحسين عن طريق موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم. هذا النسب يؤكد أن آل العراقي كانوا شيعة، لكنهم أصبحوا من أهل؟السنة، وكانوا حتى القرن التاسع عشر أسرة علم ودين. مكنهم نسبهم الشريف من احترام السلاطين الذين تعاقبوا على الحكم في المغرب، منذ قرون. استمر تقرب الملوك العلويين من هذه العائلة التي تنتسب إلى آل البيت، فكانوا يعينون أفرادها في مناصب سامية في الوزارات والآدارات العمومية
10 گسوس. تضارب في الأصل وعداء مع العلويين
عائلة گسوس من العائلات الفاسية المعروفة. يشغل حفدة هذه العائلة حاليا مناصب كثيرة، منهم السياسي والحقوقي ورجل الأعمال. من أشهر هؤلاء القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي محمد گسوس. تعددت الروايات بخصوص انتماء أسرة گسوس وحداثة دخولها إلى الإسلام. الكتاني قال إنهم "معروفون بفاس من قديم"، وأشار إلى مهن مارسوها لسنوات، وذكر أن فيهم العدول والفقهاء. كما تحدث عنهم وقدمهم على أساس أنهم من قبيلة عربية أقامت في الأندلس وانتقلت إلى المغرب، وهناك من وصفهم بحديثي العهد بالإسلام، خاصة الضعيف في كتابه "تاريخ الدولة العلوية السعيدة". تشكيكه هذا له علاقة بحادثة وقعت بين العالم عبد السلام گسوس والسلطان مولاي إسماعيل، إذ أصدر العالم فتوى حول تحرير الإنسان، لانتقاد موقف مولاي إسماعيل بإنشاء جيش منظم، وخلال مجلس أمسك عبد السلام بجلباب السلطان، وقال له «اسمع ما قاله جدك» في إشارة إلى اعتماد الفتوى على حديث شريف منسوب للرسول. غضب السلطان فقرر الانتقام منه ومن أسرته الحديثة العهد بالإسلام، فسجنه ونكل به قبل أن يقتله. لم يستمر الجفاء بين العلويين وعائلة گسوس طويلا، فقد أضحت أسرة علم ومال في القرن التاسع عشر، ونالت مناصب رسمية كأمناء المال. وعين أحد أفراد الأسرة أمينا للمال بمدينة تطوان
11 الكتانيون. أعداء العلويين
تشتهر أسرة الكتاني بعملها في القطاع البنكي، إذ أنشأ علي الكتاني في بداية الاستقلال مصرفا سيحمل اسم وفا بنك في منتصف الثمانينات قبل أن يندمج مع البنك التجاري المغربي. اشتهر آل الكتاني بالعلم والتصوف، وبرز من العائلة المتدينة العالم عبد الحي الكتاني الذي ناصر بن عرفة ضد ابن يوسف. في الوقت الحاضر، أنجبت الأسرة إدريس الكتاني وحسن الكتاني، المحكوم عليه بالسجن بسبب انتمائه إلى التيار السلفي. ويرى الباحث محمد فلاح العلوي أن انتماء الكتاني لهذا التيار نكاية بالعلويين، "فقد أسس محمد بن عبد الكبير الكتاني الزاوية الكتانية في القرن التاسع عشر، ودخل في صراع مع مولاي حفيظ، فأسر ومات عند دخوله فاس، لتبدأ عداوة بين العلويين والكتانيين مازالت تجلياتها إلى الوقت الحاضر". سموا ب"الكتانيين" لأن جدهم يحيى الثالث خيم لجيشه بخيام الكتان، حينما كان ملكا بزواوة، وكانت العادة أن يخيموا بالصوف أو الشعر، فأطلق عليهم الاسم. كانوا يسمون أيضا أمراء الناس، لأن جدهم يحمل لقب "أمير الناس"، وهناك من أطلق عليهم "الزواويين"، نسبة إلى منطقة زواوة، كما لقبوا ب"شرفاء عقبة ابن صوال"، نسبة إلى مكان استوطنوه عند رجوعهم الى فاس في القرن العاشر. ينحدرون من يحيى الثالث المدعو بالكتاني حفيد يحيى الأول، الذي بني في إمارته جامعا القرويين والأندلس، ويعود نسبه إلى فاطمة بنت الرسول. عائلة الكتاني حسب المؤرخ عبد السلام القادري من شعب الأدارسة. انتقلوا إلى تلمسان، فزواوة فشالة ومكناس، وكانت لهم حظوة أيام المرينيين. هاجر أفراد من العائلة إلى دول بعيدة لنشر الإسلام، ووصل بعضهم إلى جاوا الأندونيسية
12 گنون. هاجروا فاس هربا من حكم الكفار
يعتبر العالم عبد الله گنون، صاحب كتاب "النبوغ المغربي"، أشهر شخصيات آل گنون. اشتهرت العائلة بالعلم ولم تكترث كثيرا بالتجارة والمال مثل العائلات الأخرى. جدهم الأكبر هو الحسن گنون، آخر سلاطين الدولة الإدريسية، بحسب روايات تاريخية تذكر أنه تعرض للطرد في القرن الرابع الهجري، فانتقل إلى الريف. هذه العائلة ذات السلالة الإدريسية، كانت سباقة في عام 1864، بالإضافة إلى عائلة ماء العينين، إلى إدخال الطباعة إلى المغرب. كان بعض آل گنون أساتذة كبار بالقرويين. مع الاحتلال الفرنسي للمغرب، غادر محمد بلمدني گنون فاس هاربا من "أرض يوجد فيها كفار"، وانتقل إلى طنجة رفقة عائلته كي يتنقل إلى المشرق. تعذر عليه السفر وصاهر جبالة ومكث في طنجة. ادعى أنه ينتسب إلى آل البيت، وهناك من شكك في هذا. كان بلمدني گنون مهاب الجانب، يخشاه الجميع بما فيهم السلطان مولاي الحسن. لا يمكن لشخص محمي من قبل عائلة گنون أن يدخل السجن أو تهضم له الحقوق. قاوم بلمدني الفكر الطرقي وأصحاب الزوايا والأدعية، وراكم عداوات كثيرة من قبلأصحاب الزوايا الفاسيين. يعتبره الباحث في التاريخ محمد فلاح العلوي من مؤسسي الفكر السلفي في المغرب، قبل دخول الفكر السلفي الوهابي
13 العمراني. الشرفا مالين البقر
ينقسم الأشراف في المغرب إلى ثلاث أسر كبيرة، "الأشراف الأدارسة الحسينيون" و"الأشراف القادريون" و"الأشراف الذين ينحدر منهم العلويون والسعديون".
العمرانيون من الأشراف الحسينيين، يرجع نسبهم إلى عبد الله بن إدريس الأزهر الأكبر، دفين زرهون، لذا ظلوا منذ قرون نقباء ضريح المولى إدريس. كانت لهم دار الوقار العمرانية، وتسمى أيضا دار البقر، بسبب العدد الكبير من الأبقار التي حصلوا عليها هدية من الزوار. أطلق عليهم هذا الاسم في القرن السادس عشر نسبة إلى مولاي عمران الشريف. لهذه الأسرة أحفاد ينتشرون في مناطق مختلفة من المغرب من فاس إلى سوق الأربعاء الغرب. كان الشرفاء العمرانيون يحظون باحترام كبير خلال العهد السعدي، ونالوا الحظوة نفسها أيام حكم محمد بن عبد الرحمان العلوي. عبد الكريم الخطابي منحهم ظهيرا يعرب فيه عن احترامه لهم أيام حرب الريف، 1921 / 1924. بعد الاستقلال ظلت للأسرة حظوة عند المخزن. ظهر عدد كبير من موظفي الدولة باسم العمراني، أبرزهم محمد كريم العمراني، صاحب المجموعة الاقتصادية الكبيرة والوزير الأول لمرات كثيرة. امبراطورية العمراني انتقلت إلى ابنته سعيدة بعد أن شاخ الأب.
بقلم الصحفي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.