أن 61،9 في المائة من الوزراء الذين تعاقبوا على الحكومات المغربية «فاسة». لتقوية الروابط بين فاسة، والاستمرار في هذا التقدم، اعتمدت العائلات على حصر التزاوج بينها فقط. آصرة المصاهرة بين فاسة أقوى من كل الأواصر الأخرى. عبد الواحد الفاسي، ابن علال الفاسي مثلا، له علاقة مصاهرة بعباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال. عائلة القباج عززت مصالحها الاقتصادية بالمصاهرة كوسيلة «فعالة من أجل توثيق صلات الارتباطات العائلية»، ارتباط عائلة القباج في علاقة مصاهرة مع عائلات بنجلون و بنكيران و العلج و العراقي و عمور و الصنهاجي و بناني و بنشقرون و گسوس. لم تقتصر المصاهرة على الأسر الفاسية فيما بينها، بل انتقلت إلى المصاهرة مع القصر أخيرا، من خلال اختيار الملك محمد السادس لسلمى بناني زوجة له. هذه المصاهرة أغبطت كثيرا الأسر الفاسية، وفهمت منها أن مكانتها في الهرم الاجتماعي المغربي مازالت مستمرة. التصور الشعبي لم يجد للانتقام من هيمنة فاسة غير نسج حكايات ساخرة عن أسمائهم، فربط بناني بالطبخ )شكون اللي تا يتكنى بالبنة غير الباسل( والكتاني بالنسيج )شكون اللّي تا يتكنى بالكتان غير اللي تا يبيع فيه(، والصقلي بالخياطة )شكون اللّي تا يتكنى بالصقلي غير اللي تا يخيط بيه(، وربط برادة بالنقش في البراريد، )شكون اللي تا يتكنى بالبراد غير اللي تا ينقش فيه. فهذه العصابة تستمد قوتها و شرعيتها من حزب الاستقلال و التي جعلت منه ضيعة خاصة تلهو فيها كما يحلو لها و .يعمل فيها المواطن المغربي خماسا هذا الحزب الذي إحتضن آل الفاسي ،من الجد الأكبر إلى الحفيد الأصغر لم نسمع يوما أن أحد من هؤلاء العائلة أحس بالزلطة أو عاش كادحا أو عمل في وظيفة من الدرجة الدنيا ، هذا لم يكن ولن يكون مستقبلا . الحكمة من ذلك ترجع لأزيد من ستين سنة خلت حين نظم الولي الفقيه سيدي علال الفاسي رضي الله عنه وأرضى عن "عائلته الكريمة قصيدة شعرية مطلعها " المغرب لنا لا لغيرنا