ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أنَّ من يَحرس جهنّم هم ملائكةٌ غلاظٌ شِداد، يفعلون ما يأمرهم به الله تعالى ولا يعصونه، قال تعالى: (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) سورة التحريم {6}. ويقال في وصف حرّاس جهنم أنّ رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض وفي أيديهم مقامعٌ من حديدٍ كالشعبة التي لها رأسان، فكلما حاول أحدهم أنْ يَهرب من جهنم أُعيد بالمقامع إليها، ليستمر في عذابها.
يبلغ عدد خزنة جهنم كما ورد في القرآن الكريم تسعةَ عشر خازناً، ورئيسهم هو مالك، وورد في سورة المدثر: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ،لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ، لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ، عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) سورة المدثر{26-30}.
ففي هذه الآية الكريمة تصريحٌ واضحٌ بعددِ الملائكة التي تحرس جهنم، وفي هذا الامر استهان الكفار بقلةِ عددِ الملائكة، وظنوا أنّ بقدورهم التغلب عليهم، ولكنهم نسوا أنّ ملكاً من الملائكة يَغلب كل البشر مجتمعين، فصفة ملك النار هي الغِلظة والشدة.
قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) سورة المدثر{31}.
أشارت الآيةُ الكريمةُ أنّ هذا العدد الصريح لخزنة جهنم هو فتنة للكافرين فاستمرّ الكفار في كفرهم ومعصية الخالق، ولا يعلمون أنّه كما تقدم في وصف خازن جهنّم أنّ المسافة ما بين المنكبين هي سنة واحدة، والسنة ليس كسنةِ الدنيا، ويُقال إنَّ هؤلاء التسعة عشرة كل واحدٍ منهم يكون معه أربعةُ آلافِ ملك.