يجري أول اتصال مع محطة الفضاء الدولية (إ.س.س) انطلاقا من بلد عربي، من المغرب، وتحديدا من مدينة الرباط في الثالث من يناير المقبل. ويتزامن هذا الحدث، الذي يعد سابقة في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع الإطلاق الناجح للقمر الصناعي "محمد السادس-أ"، وهو ما سيمكن المملكة من أن تصبح "قوة فضائية" لا محيد عنها في المنطقة. ويهدف هذا الاتصال، الذي يندرج في إطار برنامج راديو الهواة (إ.س.س/ أريس)، وذلك بشراكة مع مؤسسة "ك.س.ف" للفضاء، ووكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية (إسا) واتصالات المغرب، بالأساس، إلى النهوض بالبحث والابتكار في مجال الاتصالات الفضائية التي من شأنها تعزيز موقع المملكة كفاعل جديد للابتكار التكنولوجي والفضائي. كما يؤكد مجددا ريادة المملكة على الصعيدين الإقليمي والعربي ويكرس دخولها في دائرة البلدان التي تتوفر على تكنولوجيا الاتصالات الفضائية. وسيجمع هذا الحدث، الذي ستحتضنه المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، خبراء مغاربة ودوليين بهدف النهوض بالبحث والابتكار والخدمات ذات القيمة المضافة العالية التي تعتمد على تكنولوجيات الفضاء، وسيشكل تكريما للنخبة العلمية المغربية العاملة في هذا المجال. يذكر أن محطة الفضاء الدولية (إ.س.س)، التي تدور حول مدار أرضي منخفض، يشتغل بها بصفة دائمة طاقم دولي مكرس للبحث العلمي في مجال الفضاء، وهو برنامج فضائي أطلقته ونفذته في البداية وكالة ناسا وتم تطويره بالاشتراك مع وكالة الفضاء الاتحادية الروسية (فكا)، بمشاركة الوكالات الأوروبية واليابانية والكندية. وقال المدير العام لمؤسسة "ك.س.ف" للفضاء، السيد محمد الكيالي، إن المغرب، الذي يحتضن هذا الحدث غير المسبوق في تاريخ العالم العربي، كان من بين البلدان الأولى في مجال النهوض بالبحث في مجال تكنولوجيا الفضاء، مؤكدا أن المملكة تولي أهمية قصوى للنهوض بالتكنولوجيا والبحث العلمي، في ضوء الدينامية التي تعرفها وبفضل تنميتها وإشعاعها. وأعرب عن ارتياحه لرغبة الجامعات المغربية، خاصة المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، في استقبال هذه التجربة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرا إلى أن الاتصال مع محطة الفضاء الدولية (إ.س.س) سيتم بين رائد فضاء من وكالة ناسا سيتم استجوابه من قبل حوالي عشرين طالبا بالمدرسة المذكورة حول عدد من القضايا المرتبطة بعلوم وتكنولوجيا الفضاء والحياة في المحطة. وأضاف المسؤول أن الاتصال مع المحطة الفضائية ستواكبه مجموعة من المداخلات سيتم تنشيطها من قبل عدد من الخبراء والباحثين الدوليين بحضور ممثلين عن محطة ناسا للفضاء ومؤسسة "ك.س.ف" للفضاء. وأكد السيد الكيالي أن هذا الاتصال الفضائي يهدف بالأساس إلى حث الطلبة المغاربة على سلك مسارات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بفضل هذه الفرصة لاتصالات راديو الهواة مع طاقم محطة الفضاء الدولية (إ.س.س)، مشيرا إلى أن إطلاق القمر الصناعي "محمد السادس-أ" وهذه الندوة الفضائية عن بعد سيفتحان مزيدا من الفرص للمجتمع الجامعي ليصبح أكثر وعيا بمزايا استكشاف الفضاء والاستئناس بتكنولوجيا الفضاء. ويرعى هذا الحدث التاريخي، الذي تحتضنه المملكة المغربية، مؤسسة "ك.س.ف" للفضاء، وهي مؤسسة غير ربحية مسجلة بالمملكة المتحدة، تأسست في الأصل لإتاحة ولوج اقتصادي للمدار الأرضي المنخفض. وحسب السيد الكيالي، فإن المؤسسة اختارت المغرب كوجهة لتشجيع الجامعات على تطوير والقيام بمهام فضائية من خلال استخدام أقمار صناعية صغرى وصغيرة جدا بهدف الاضطلاع بأدوار أكثر أهمية في تنمية مستقبل المهام الفضائية العلمية. وذكر بأن محطة الفضاء الدولية (إ.س.س) تدور حول مدار أرضي منخفض على ارتفاع يبلغ حوالي 400 كيلومتر، وتنتهي ب16 دورة في اليوم الواحد حول الأرض منذ إطلاقها في عام 1998. ويشتغل في هذه المحطة بصفة دائمة طاقم دولي مكرس للبحث العلمي في مجال الفضاء، وهو برنامج فضائي أطلقته ونفذته في البداية وكالة ناسا وتم تطويره بالاشتراك مع وكالة الفضاء الاتحادية الروسية (فكا)، بمشاركة الوكالة الأوروبية (إسا) واليابانية (جاكسا) والكندية (سسا). أما برنامج "راديو الهواة على متن المحطة الفضائية الدولية" فيتيح للطلبة والهواة فرصة لخوض التجربة من خلال التحدث مباشرة مع رواد فضاء من محطة الفضاء الدولية. وسيتميز هذا الحدث بحضور عدد من الباحثين والعلماء المغاربة والدوليين. كما دعي الجمهور العريض لحضور هذا الاتصال مع طاقم المحطة الفضائية، حيث سيتم بث النقاش مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي لمؤسسة "ك.س.ف" للفضاء.