صُدم العالم أجمع ومعه المغاربة بصور وفيديوهات لمواطنيهم المحتجزين بالتراب الليبي، مشاهد مؤثرة أظهرت هؤلاء في وضعيات لا إنسانية، حيث يُحتجز أزيد من 200 مغربي بينهم قاصرون بالعديد من مراكز الإحتجاز الحدودية. المغاربة الذين توجهوا لليبيا طمعا في الهجرة للقارة العجوز بمساعدة من عصابات الهجرة غير الشرعية، وعلى يد وسطاء بالدار البيضاء والفقيه بنصالح، مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 40 الف و50 ألف درهم، وجدوا أنفسهم ضحايا عمليات نصب من طرف العصابات نفسها، ليتم بيعهم كرقيق مقابل ألف يورو للفرد، ولتشرع مليشيات الاتجار في البشر في تهديد اسرهم ومطالبتهم بمبالغ مالية حفاظا على حياتهم. مطالب رضخت لها العديد من الأسر والتي بعثت المطلوب رفقة سماسرة لليبيا. القوات الليبية إقتحمت دورا كانت تحتجز فيها العصابات المغاربة بصبراتة وغيرها، ليتم ترحيلهم إلى مراكز إحتجاز حقيقية لم تنتهي معها معاناة مواطنينا، والتي نقل الزملاء في تيلكيل عن أحدهم قوله في إتصال هاتفي: "حينما تصل إلى ليبيا، وتصبح بين يدي عصابات الهجرة السرية، تنتفي آدميتك، وتصبح عبدا تنفذ كل شيء يطلب منك، هنا السلاح منتشر، ويمكن أن تقتل في أي لحظة، دون أن يسمع أحد بخبر وفاتك". آخر من سيدي بنور قال "الأوضاع في مراكز الاحتجاز مزرية جدا، ولا نتوفر على الدواء، ولا على أدوات النظافة، "القمل قتلنا أخويا"، وبغينا الملك ديالنا يدير لينا شي حل، بغينا نرجعو غير لبلادنا". ملف المغاربة المحتجزين بليبيا طفا على السطح بعد أشهر من احتجازهم هناك، بعد تسجيلهم فيديوهات ونشرها على صفحة جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي، علما أن دولا عديدة تدخلت لترحيل رعاياها المحتجزين كالجزائر ومصر، ونيجيريا. أنور أبو ديب، رئيس مركز زوارة للإحتجاز والذي يضم وحده أكثر من 200 مغربي، صرح لتيلكيل في اتصال هاتفي أن أكثر من 200 مغربي يوجدون في المركز بينهم قاصرون، مشيرا إلى أنهم يحظون برعاية مسؤولي المركز إلا أن السلطات المغربية لم تتدخل بعد من أجل ترحيلهم، خاصة أن كثيرين منهم لا يتوفرون على جوازات سفر. وأضاف المسؤول الليبي "السلطات الليبية مستعدة لترحيل هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من اليوم، لكن السلطات المغربية لم تتدخل بعد من أجل توفير وثائق لهؤلاء، والتأكد من هوياتهم". أمر أكده جمال المبروك رئيس منظمة التعاون والإغاثة العالمية المهتمة بالهجرة غير الشرعية مضيفا أن السلطات الليبية أعدت جميع البيانات والكشوفات المتعلقة بالمحتجزين المغاربة، ولا تنتظر سوى تجاوب السلطات المغربية، مشيرا إلى أن منظمة الهجرة العالمية دخلت بدورها على خط القضية، وأعلنت استعدادها لترحيل المغاربة على نفقتها. الحكومة المغربية من جهتها ممثلة في الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أوضحت في بلاغ لها الجمعة الماضية، أنها تتابع عن كثب وضعية المغاربة العالقين بليبيا، وتشتغل بجدية كبيرة وبتكامل تام مع كافة المؤسسات الأخرى المعنية بهذا الملف قصد إنجاح عملية ترحيل المواطنين إلى أرض الوطن في ظروف تحفظ سلامتهم" . مراقبة طالت أكثر من اللازم في ظل معاناة المحتجزين اليومية بليبيا ولأسرهم وذويهم هنا بالمغرب... وحتى "يحن الله" نقول لهؤلاء وأولائك كان الله لكم ولكم، ولنا معكم...