عادة ما ينصح خبراء التقنيات بضرورة تثبيت تحديثات الأمان الجديدة، التي يتم إطلاقها للحواسيب المزودة بنظام مايكروسوفت ويندوز وأجهزة الماك والأجهزة الجوالة المزودة بنظام أندرويد وأجهزة أبل الجوالة، نظراً لأن مثل هذه التحديثات توفر المزيد من الأمان وتسد العديد من الثغرات الأمنية، فضلاً عن إضافة وظائف جديدة أو إتاحة تصميم جديد. ولكن التحديثات الجديدة ليس بالضروري أن تكون أفضل دائماً، حيث قد تتغير طريقة الاستعمال فجأة، كما أن الوظائف الجديدة قد تثير إزعاج المستخدم أو قد تسبب بعض المشكلات التقنية، وهنا يكون من الأفضل التحلي بالصبر والانتظار قليلا قبل تثبيت التحديثات الجديدة على الأجهزة، ولكن هل هذا التصرف سليم؟ ثغرات أمنية وللإجابة على هذا التساؤل أوضح يان شوسلر، من مجلة "c't" الألمانية أنه عندما يتعلق الأمر بسد ثغرات أمنية خطيرة، فإن المسألة تكون واضحة ويلزم تثبيت التحديثات الجديدة على الفور، على غرار ما يحدث عند إطلاق برامج فيرموير جديدة لأجهزة الراوتر أو تحديثات الأمان لبرنامج أدوبي فلاش بلاير أو برنامج البريد الإلكتروني, وعند انتظار المستخدم لبعض الوقت في مثل هذه الحالات، فإن بياناته تكون عرضة للخطر، ونادراً ما توفر هذه التحديثات وظائف جديدة؛ نظرا لأن معظمها يكون تحديثات أمان لسد الثغرات الأمنية أو لإصلاح الأخطاء. وأشار المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات بضبط وظيفة التحديث التلقائي في نظام التشغيل والبرامج من أجل تثبيت تحديثات الأمان على الفور، ويمكن للمستخدم تفعيل وظيفة التحديث التلقائي في إعدادات البرامج المختلفة بكل سهولة، وبالنسبة للبرامج، التي لا توفر هذه الوظيفة فإن الخبراء الألمان ينصحون بإعداد جدول لتنزيل التحديثات يدوياً، مع البحث عن الإصدارات الجديدة من البرامج مرة واحدة كل شهر مثلاً. الحرص والحذر ويختلف الأمر مع التحديثات الكبيرة للبرامج مثل أدوات تحرير الصور والفيديو أو البرامج الإنتاجية الأخرى، حيث يتعين على المستخدم توخي الحرص والحذر ومعرفة ما تم تغييره قبل تثبيت الإصدار الجديد، ففي بعض الأحيان تتحول الشركات المطورة للبرامج إلى النموذج المدفوع، أو قد لا تتوافر بعض الوظائف بعد تحديث البرامج. وعلى الجانب الآخر يمكن للمستخدم الانتظار بعض الوقت عندما يتعلق الأمر بالإصدارات الجديدة من أنظمة التشغيل المختلفة مثل أبل "آي أو إس" للهاتف الذكي آي فون أو الجهاز اللوحي آي باد أو نظام "ماك أو إس" أو نظام تشغيل جوجل أندرويد أو نظام مايكروسوفت ويندوز 10 للحواسيب المكتبية، نظراً لأن الإصدارات الكبيرة من هذه الأنظمة تجلب معها وظائف جديدة، وغالبا ما يرافق ذلك تغييرات في طريقة الاستعمال والتصميم. وعندما ينتظر المستخدم لبعض الوقت فإنه يجنب نفسه المشكلات التقنية الأولية، التي تظهر عند تثبيت الإصدارات الجديدة، علاوة على أن منتديات المساعدة والصحافة المتخصصة تقدم خلال الأيام الأولى لطرح التحديثات تقارير بشأن الأخطاء الصغيرة والمزعجة أو حتى المشكلات الكبيرة، التي تنطوي عليها أنظمة التشغيل الجديدة، وفي مثل هذه الحالات ينصح الخبير الألماني يان شوسلر بالانتظار لبعض الوقت قبل تثبيت الإصدارات الكبيرة من البرامج. وتتم عملية التحديث بصورة أسهل نسبياً مع نظام أبل "آي أو إس"، حيث يمكن لأصحاب آي فون أو آي باد تجاهل التحديثات لبضعة أيام أو أسابيع، حتى يتم حل المشكلات الأمنية الخطيرة، كما تنصح شركة مايكروسوفت أصحاب الحواسيب المكتبة الانتظار إلى أن تقترح الأجهزة تثبيت الإصدارات الكبيرة مثل Creators Update، الذي تم طرحه خلال فصل الربيع من عام 2017، وبهذه الطريقة فقط يتم التأكد من أن الحواسيب متوافقة تماما مع الإصدارات الحديثة من أنظمة التشغيل. وعادة ما توفر شركة مايكروسوفت تحديثات أمان لمدة 18 شهراً لكل إصدار من إصدارات نظام ويندوز 10، وخلال هذه الفترة لا يحصل المستخدم على أية وظائف جديدة، غير أن عملية الانتظار لن تستمر للأبد، نظراً لأن الشركات العالمية ستتوقف عاجلاً أم آجلاً عن توفير تحديثات أمان للإصدارات القديمة من أنظمة التشغيل، وهنا سيضطر المستخدم إلى تثبيت الإصدارات الجديدة؛ لأن الأمر لم يعد يتعلق بمسألة الذوق وتفضيل إصدار على الآخر، بل يرتبط بأمان البيانات والحفاظ عليها.