دعت وزارة الصحة إلى تشجيع ثقافة التبرع للاستجابة للحاجيات المتنامية للمرضى، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية، الذي يخلده المغرب، على غرار باقي دول العالم، في 17 أكتوبر من كل سنة. وأكدت الوزارة في بلاغ لها أن عمليات زرع الأعضاء والأنسجة سجلت تطورا واضحا بالمغرب، حيث تتوفر حاليا كل المستشفيات الجامعية والمستشفيات الجامعية العسكرية، وكذا المؤسسات الاستشفائية المرخص لها قانونيا، على إمكانيات تقنية وكفاءات بشرية مهمة. كما وضعت وزارة الصحة ترسانة قانونية تؤطر منظومة التبرع، وزرع الأعضاء والأنسجة عبر القانون رقم 16-98، والذي يتميز بتكثيفه للحماية القانونية للمتبرع، حيث حسم القانون في كل ما من شأنه التلاعب والاتجار بالأعضاء البشرية. وتجدر الإشارة إلى أنه تم إنشاء وتشغيل بنك الأنسجة بمراكش والرباط، كما تم تفعيل مجموعة من الأجهزة من ضمنها المجلس الاستشاري لزرع الأعضاء والأنسجة البشرية، ولجان زرع الأعضاء بالمستشفيات الجامعية، ووحدات تنسيق عمليات نقل وزرع الأعضاء داخل شبكة المستشفيات. وبذلك، تضيف الوزارة، قطع المغرب أشواطا مهمة في مجال زراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، خاصة قرنية العين، والكلية، والنخاع العظمي، وأنسجة أخرى. وفي هذا الصدد، تم إنجاز 513 عملية زرع الكلي، من بينها 21 عملية زرع الكلى للأطفال، وعملية واحدة لزرع القلب، و14 عملية لزرع الكبد، و90 عملية لزرع الأعضاء من مانح ميت، و400 عملية لزرع النخاع العظمي والخلايا الجذعية، و63 عملية لزرع القوقعة لمعالجة الصمم، وأكثر من 3000 عملية لزرع القرنية. وتتم تغطية تكاليف جل هذه العمليات عن طريق نظام التغطية الصحية الأساسية، أو نظام المساعدة الطبية "راميد". وأكدت الوزارة أنه رغم ما تحقق حتى الآن، يبقى إيقاع هذه العمليات بطيئا ولا يستجيب لحاجيات المرضى للرقي بالتبرع وزرع الأعضاء كعلاج أخير ووحيد للعديد من الأمراض المستعصية، رغم وجود أرضية قانونية صلبة، ومؤهلات تقنية وبشرية مهمة، خاصة بالمراكز الاستشفائية الجامعية والمصحة الاستشفائية الدولية الشيخ زايد ومستشفى الشيخ خليفة والمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط. ويرى المصدر أنه بالنظر إلى أن زراعة الأعضاء تعد أفضل طريقة لإنقاذ حياة المرضى، وبالنظر إلى وجود صعوبة للحصول على موافقة المتبرع المحتمل وعائلته ومحيطه بسبب غياب المعلومة، فإن تشجيع المغاربة على التبرع بأعضائهم بعد الوفاة يبقى رهينا بتكثيف برامج التوعية والتحسيس حول الموضوع، وإبراز مدى أهميته وذلك بمساهمة الأطر التربوية والدينية والإعلاميين والمجتمع المدني. وأكدت وزارة الصحة، أن طموحها المتمثل في إنجاز 250 عملية لزراعة الكلي، وألف عملية لزراعة قرنية العين في أفق سنة 2020، "يبقى ممكنا، إذا تمكنا جميعا، كل من موقعه الخاص، من إنجاح وترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء البشرية"، لدى فئة واسعة من المواطنين، والمرضى، ومهنيي الصحة ، معتبرة أن التركيز على الجانب التحسيسي، عبر وسائل الإعلام، يبقى أمرا مهما لتشجيع التبرع بالأعضاء.