اشتكى كثير من الناس هذه السنة من ظاهرة تعفن لحم خروف العيد بالرغم من إدخاله للثلاجة وتساءلوا عن السبب، وقد أكد أحد الأشخاص من ذوي الإختصاص؛ أن السبب مرتبط ببعض أساليب الغش المستعملة في تسمين الخرفان. وبعيدا عن الاتهامات المتبادلة بين مؤسسات الدولة "ONSSA " واطراف المجتمع المدني ، فمن الافضل اخذ الحيطة والحذر وحماية المستهلك من مخاطر التغذية الغير الصالحة للاستهلاك ؛ و ذلك بالعمل على ترقيم الاغنام بطريقة الكترونية كما هو الشأن بالنسبة للابقار والجمال ، وحتى الاغنام في بلدان اخرى كهولندا وفرنسا اسبانيا وغيرها حتى يسهل على الوزارة الوصية والمواطن من تحديد المسؤوليات أثناء التقاضي بمحاكم المملكة المغربية.
يتعين على وزارة الفلاحة منع بيع وشراء الحيوانات الغير المرقمة، وتقنين القطاع ومراقبة الضيعات المنتجة وترخيصها في إطار القوانين الجاري بها العمل ، فليس كل من هب ودب يربي ويبيع المواشي والابقار وغيرها من الأنعام ....إن الغش أصبح مستشريا في قطاع تربية المواشي بصفة عامة وفي اغلبها ان لم يكن كله مغشوش.
وهذا فيه خطر على صحة المواطنين التي وجب على وزارة الفلاحة والداخلية حمايتها كل في حدود اختصاصه ، لذا وجب حمايه صحة المواطن بشكل عام من جميع انواع الغش والضرر الذي ينغس ويعكر صفو الحياة وصفو أيام العيد المقدسة عند الله تعالى.
لابد أن تتدخل الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية في شقها التقني بتنسيق مع وزارة الفلاحة و جميع القطاعات الأخرى من أجل اتخاذ إلاجراءات الضرورية اللازمة لتنظيم بيع اضاحي العيد في هذه المناسبة الغالية على المغاربة و على جميع المسلمين ؛ لابد من قانون يوضح هوية بائعي اضاحي العيد لرفع شكاوى لدى النيابة العامة قصد زجر الغشاشين بائعي اضاحي العيد بهذا المستوى الاحترافي من النصب و الاحتيال ، فالمحتال والنصاب اذا تأكد أن هويته معروفة لدى المشتري فلن يجرئ على بيع الأضاحي الفاسدة التي لا تصلح للتغذية لأنه يعرف أن مصيره إلى السجن و أن هويته محكوم عليها بالتعامل الجدي في بيع الأضاحي !!!
فالحكومة مطالبة بالتدخل العاجل وذلك بسن قوانين زجرية ضد الغش في بيع اضاحي العيد حتى لا تتكرر مأساة الأسر المغربية في عيد الأضحى المبارك الذي يعتبر من الأيام العظيمة والمباركة عند الله تعالى .فهل سننتظر أن يقع لنا ما وقع اليوم في الجارة الجزائر التي كانت فيها أول حالة وفاة بسبب تعفن أضاحي العيد ، حسب ما نشرت الصحافة الجزائرية افإن لحوم عيد الأضحى الفاسدة تسببت في تسممات بالجملة في مناطق متفرقة بالبلاد ، وأدت إلى وفاة طفل في ولاية سيدي بلعباس بعد تناوله لحما متعفنا، إلى جانب إصابة أفراد عائلة بولاية غرداية بأعراض التسمّم، مبرزة أن "الأمر طرح أكثر من علامة استفهام، خاصة أن تعفن لحوم المواشي لا يظهر سوى في مناسبة عيد الأضحى، رغم أن ذبْح الكباش متواصل على مدار السنة".