صدمة كبرى تلك التي خلفها قرارُ الاعفاء الذي طال السيد خالد فتاح المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بتنغير على خلفية ما قيل إنه فيديو أظهر مدرسة في وضعية متدهورة ،نشره الأربعاء المُنصرم أحد المواقع الإلكترونية المغربية. البرلماني عن حزب العدالة والتنمية السيد أحمد صدقي ،تفاعل مع قرار الإعفاء الذي طال خالد فتاح وقال في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة على فايسبوك، "الإقالات و الإعفاءات غير المفهومة تعيق سير الإدارة بتنغير وتخلق حالة اللاستقرار" . من جانبه السيد لحسن بوعرفة ،الناشط الحقوقي والمستشار الجماعي ببلدية گلميمة ،دخل على الخط ووجه رسالة (فيديو) إلى السيد الوزير جاء فيها، "السيد الوزير بحثت كفاعل حقوقي وجميع الأجوبة التي حصلت عليها تفيد أن السيد الوزير لما اطلع على الوضعية المزرية للمؤسسة قام بإعفاء السيد المدير الاقليمي" . ليضيف "راه عيب وعار باش يتم اتخاذ قرار كهذا في حق مُدير اعترف له الأعداء قبل الأصدقاء أنه يتسم بالاستقامة والتميز .. هذا التصرف لا يقبله المنطق"، ليختتم بوعرفة رسالته بالقول، "بهذا التصرف تدفعون المسؤولين الآخرين الى التقليل من وثيرة الاشتغال ،لأنه لا يمكن أن يشتغل أحد بصدق وأمانة وفي الأخير ياكل العصا ويُصبح أضحوكة أمام الناس". أما السيد محمد ابريجا ،الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم الاتحاد المغربي للشغل، فقد أوضح في تصريح له، أن "هناك عشرات من المديرين الإقليميين ومديري الأكاديميات والمديرين المركزيين بمنطق تراتبية المسؤولية، يجب أن ينالوا نفس القرار، لأن المدرسة موضوع أو سبب الإعفاء ليست حالة معزولة بل واقع يوجد حتى في كبريات المدن وضواحيها مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش". ذات المُتحدث تابع قائلاً : "نتمنى ألا تفتح مثل هذه الفيديوهات أو التغطيات الإعلامية الباب مشرعاً أمام قرارات انتقامية إقصائية وأن يتم توجيه الإهتمام نحو إصلاح حقيقي للمنظومة، ليس فقط فيما يتعلق بالبنايات بل بإصلاح أوضاع العاملين بالقطاع واحترام كرامتهم وإيلاء مسألة القيم الإهتمام اللازم". إلى ذلك دعا محمد نجما ،الإعلامي المحلي ،إلى عدم "جعل خالد فتاح فزاعة للمسؤولين، وإلا فأرجاء المملكة تعم بمدارس كايت تمكونت ،والمحصلة يجب إعفاء وإقالة كافة المسؤولين المباشرين على جميع المديريات، وتراتبيا وصولا الى رأس الوزارة". المتحدث ذاته شدّد على "أن المناصب لم تخلق لتدوم، غير أن مسألة وطريقة إنهاء مهام المدير الاقليمي لوزارة التعليم بتنغير، تركت علامات تعجب وحسرة كبيرة لدى أغلب من تلقى الخبر". و"بمناسبة الفرعية / الحجة الواهية لتبرير الإعفاء ،أخبرني أحد العاملين بالمديرية في دردشة معه، قبل مدة، حول عمل فتاح بالمديرية أنه زار ويعرف مناطق بإقليم تنغير المعروف بشساعته لا أعرف أين توجد وأنا إبن المنطقة ، ويضيف محدثي أن استراتيجية عمل المدير الجديد تختلف بشكل جدري عن سابقيه، اذ ترتكز على التواجد الميداني اليومي بالمؤسسات التعليمية، وهذا ما أكده ويؤكده أغلب الأطر الادارية والتربوية التي عبرت عن امتعاضها من طريقة وأسلوب الاعفاء المجحف والمتسرع. خالد فتاح رجل لم يشفع له عمله ؛ من أجل إرساء خطاب تربوي ، تواصلي، دينامي وبأسلوب هادئ ومتميز ومتنور وكذا تمكنه البيداغوجي الواضح، تواجده الدائم والفعال في الميدان ؛ (لم يشفع له ) من سد كوة صغيرة في أعالي جبال الأطلس الكبير" يقول الإعلامي محمد نجما. تعاطف الكثيرين من الأطر الإدارية والتربوية بمديرية تنغير مع خالد فتاح المدير الإقليمي المُعفى من مهامه ،امتد إلى صفحات الجرائد الإلكترونية المحلية وكذا مواقع التواصل الإجتماعي التي تفاعلت ،وعلى عجل ،مع القرار "الصدمة" كما ذهب إلى ذلك أحد رواد فايسبوك، الذي شدّد على أن "القضية فيها إن" متساءلاً: "كم من مدرسة في وضعية مزرية؟ لماذا الجريدة التي نشرت الفيديو اكتفت بفيديو مدرسة تنغير الجبلية فقط ؟ أم أن مدارس المغرب كلها بخير ؟؟". وإذا كان النزر القليل من التعليقات قد أيدت قرار إعفاء "فتاح" من منصبه الإقليمي، فإن الكم الهائل من التعليقات والتدوينات ذهبت في اتجاه الدهشة والتنديد بما لحق شخص يُشهد له بكفاءته و حسن تواصله مع الشغيلة التعليمية . يُذكر أنه في شهر فبراير من سنة 2016 تم إسناد منصب المديرالإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بتنغير للأستاذ خالد فتاح، المفتش في التوجيه التربوي والباحث في قضايا التربية والتكوين، خلفاً للأستاذ عمر ملاحظ.