كشف تقرير داخلي بعثه المنسق الإقليمي لحزب المجتمع الديمقراطي بالناظور، إلى الأمانة العامة للحزب نفسه بالرباط، تفاصيل مقلقة عن ظاهرة تهريب المواشي بالحدود المغربية الجزائرية، والمسيرات الاحتجاجية لمغاربة مليلية المحتلة المطالبة بالسماح للمهربين بإدخال 4200 رأس من الأغنام والماعز إلى الثغر المحتل، وعن إجراءات إسبانية جديدة ستحرم الناظور من حوالي ثلاثة ملايين وربع مليون أورو. وسلط التقرير، الذي نتوفر على نسخة منه، الضوء على أسباب إدراج إسبانيا المغرب في لائحة الدول التي ينتشر بها مرض الحمى القلاعية، وبالتالي منع استيراد أي مواش ذات حوافر، قبل أن تعدل قرارها ليشمل شروط وصفها مسلمو مليلية وسبتة المحتلتين بالتعجيزية، ونظموا ضدها مسيرات يومي الخميس والجمعة الماضيين. ولخص تقرير سعيد شرامطي، المنسق الإقليمي لحزب المجتمع الديمقراطي، أسباب إدراج المغرب في اللائحة السوداء في إغراق الأسواق الشرقية من قبل مهربين وبعض موظفي حماية الحدود بمواشي متخلى عنها من قبل جزائريين في الحدود، مصابة بأمراض، إذ تنقل، حسب التقرير الداخلي نفسه، إلى بني درار أهل أنجاد بعمالة وجدة أنجاد وتيولي رأس العصفور وتويست والدغمانية بإقليمجرادة. وقال المنسق الإقليمي، إن الجزائر عجزت عن محاصرة الحمى القلاعية، ليصل الفيروس إلى ولاية سيدي بالعباس بغرب الجزائر، على بعد حوالي 17 كيلومترا من الحدود الشرقية المغربية، وهو الوضع الذي هدد سلامة قطيع الأبقار المغربي، في ظل ظاهرة التهريب من الجزائر واحتمال إدخال أبقار مريضة عمدا لتدمير الاقتصاد المغربي، رغم المجهودات الجبارة، يقول التقرير، التي تقوم بها مديرية المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لحماية قطيع الماشية الوطني من جميع أنواع الأمراض ومحاصرتها. وعاد التقرير إلى الإجراءات الجديدة التي سنتها السلطات الإسبانية للسماح لمسلمي المدينتين المحتلتين بإدخال أضاحي العيد من المغرب، إذ اشترطت عليهم احترام معايير الوقاية المتجلية في الإدلاء بشهادة بيطرية صادرة من المصالح المختصة المغربية، ونقل الماشية عبر شاحنات مختصة واستيرادها من قبل شركات تربية المواشي بالمدينتين مع مراعاة مراقبتها في المعابر الرئيسية، من قبل الطبيب المختص للسلطات البيطرية الإسبانية والحصول منه على شهادات تثبت خلوها من أي آثار لفيروس الحمى القلاعية. وهي الإجراءات التي وجدها مسلمو المدينتين المحتلتين تعجيزية، ليخرج بعضهم للاحتجاج يومي الخميس والجمعة الماضيين، مطالبين بالسماح للمهربين بإدخال أضاحي العيد دون قيد أو شرط. وهو إجراء، يقول التقرير يحرم الناظور على وجه الخصوص من مداخيل وصلت السنة الماضية إلى ثلاثة ملايين أورو وربع مليون، إذ انتقل مسلمو المدينةالمحتلة إلى إقليمالناظور لقضاء أيام عيد الأضحى، حيث "اقتنوا أضاحيهم، ما منح رواجا اقتصاديا كبيرا في جميع المجالات الموازية استمر لأسبوعين". وجابت قافلة مكونة من 120 سيارة في ملكية مسلمي المدينةالمحتلة الشوارع يومي الخميس الماضي، للاحتجاج على الإجراءات المسطرية للسلطات الإسبانية، مطالبة بدخول أضاحي العيد دون قيد أو شرط، خاصة أن هناك شكوكا في طريقة تربية المواشي الإسبانية، إذ توجد حظائر تعتمد على حليب الخنزير في تربيتها، ما يجعلهم يفضلون الإقبال على مواشي المغرب، وإن اضطرهم ذلك إلى الانتقال إلى الناظور، وهو ما يشجعه التقرير مؤكدا أن ذلك يدر على المدينة مداخيل مهمة، ويوصي بقطع الطريق على المهربين، وتشجيع مسلمي المدينتين المحتلتين على الدخول إلى المغرب لقضاء العيد.