اعتقلت قوات شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية إمام مسجد من أصل مغربي في مدينة “برمنجهام”، بعد اتهامه باستخدام تسجيلات مصورة على “يوتيوب” لتجنيد عناصر وإدارة خلية إرهابية تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي في إسبانيا، حسب صحيفة “تلجراف” البريطانية. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن قوات الشرطة البريطانية قبضت على طارق تشادليوي (43 عاما) في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بينما أعلنت الشرطة الإسبانية أنها قبضت على 4 من معاونيه في مايوركا. وقالت السلطات الإسبانية إن تشادليوي، كان رجل دين متطرفا “مشهورًا”، جنّد مقاتلين لتنظيم “داعش”، وكان يقوم بدور “الزعيم الروحي” للجماعة. وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال جلسة استماع للنظر في طلب تسليمه (ترحيله) عُقدت بعد ساعات من توقيفه، أُبلغ القضاة أن تشادليوي، وهو أب لثمانية أطفال يُواجه اتهامات “ربما تكون أكثر خطورة”. من جانبه، قال بنجامين جويز، الذي يُمثل السلطات الإسبانية، لقضاة وستمنستر: “يُزعم أن الشخص المطلوب مع عدة أشخاص آخرين كعضو في منظمة، دعّم تنظيم داعش الإرهابي عن طريق الدعاية، وتحريض أعضاء جدد للانضمام إلى التنظيم”. وأضاف: “أنتج مواد سمعية بصرية لتجنيد المقاتلين على قناته على يوتيوب للتلقين، ونشر رموز ورايات لتنظيم داعش على وسائل الإعلام الاجتماعية”. وأوضحت الصحيفة أن الإمام تشادليوي مغربي المولد يعيش في بريطانيا مع زوجته وثمانية أطفال منذ عام 2015 بعد انتقاله من بلجيكا، ومعروف أيضا باسم طارق بن علي، وسبق أن خطب في مسجد في باريس كان يتردد عليه أحد مهاجمي مسرح باتاكلان بباريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ويدعى عمر إسماعيل مصطفى. ولفتت إلى أن شادليوي كان يرتدي ثوبًا عربيا تقليديًا (جلبابًا)، ويتحدث من خلال مترجم شفوي عربي، ولم يتكلم إلا لتأكيد اسمه وعنوانه. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015 هزت فرنسا هجمات شبه متزامنة بالأسلحة النارية والقنابل استهدفت أماكن للترفيه وقتل فيها 130 شخصا وأصيب 368، وتبنى تنظيم “داعش” مسؤوليتها، وكان اثنان من الجناة العشرة المعروفين بلجيكيين في حين كان 3 آخرون فرنسيين. واستخدمت الشرطة البريطانية مذكرة اعتقال أوروبية لاحتجاز تشادليوي في منطقة سباركهيل في برمنجهام كجزء من تحقيق أوسع في دعم “داعش”، كما اعتقل رجل إسباني يبلغ من العمر 28 عامًا في مدينة دورتموند الألمانية. وذكرت الشرطة الإسبانية أن تحقيقاتها استمرت لمدة عامين، وبدأت “عندما تم اكتشاف سلسلة من مقاطع الفيديو على موقع على شبكة الإنترنت، أظهرت عملية التلقين والتجنيد وبعد ذلك رحلة شاب مسلم يعيش في إسبانيا إلى سوريا، وتم تحديد هوية مروّج الفيلم بأنه إمام سلفي”. وأضافت أن تشادليوي يُشتبه في أنه “يمارس مهام تتراوح بين التجنيد والتلقين والتطرف لصالح داعش، وأنه أصبح من تلك اللحظة زعيمهم الروحي”. ومن المقرر أن يظل تشادليوي رهن الاحتجاز المؤقت حتى عقد جلسة استماع أخرى للنظر في طلب تسليمه الأسبوع المقبل. وقال قاضى المقاطعة شيناج باين إن “الاتهامات الواردة في مذكرة الاعتقال الأوروبية ربما تكون أكثر خطورة، ومذكرة الاعتقال تتعلق بجرائم الإرهاب، والقائمة الإطارية قائمة على المشاركة في منظمة إجرامية والإرهاب. وقال للمتهم: “يُزعم أنك عضو في منظمة إرهابية، وأنك شاركت بنشاط فى أنشطة إرهابية، وإذا تمت إدانتك في هذه الجريمة فإنك تواجه حكمًا محتملًا بالسجن لمدة 20 عاما”.