قبل ثلاث ساعات فقط من جريمته المروّعة على جسر لندن، توجّه المغربي رشيد رضوان (30 عاماً) برحلة سريّة إلى منزل زوجته الأيرلندية السابقة، ليطبع القبلة الأخيرة على جبين طفلته أمينة. وقد أمضى القاتل بحسب The sun زيارته التي كانت مساء السبت، 4 يونيو/حزيران، وهو يحمل طفلته 17 شهراً بين ذراعيه، وكان قد وصل إلى المنزل بعد فترة قصيرة من عودة زوجته تشاريس أوليري، التي انفصل عنها بعد رفضها تغيير دينها إلى الإسلام. وقالت امرأة كانت تعرف الزوجين: "كانت هناك خلافات بينهما حول أفضل طريقة لتربية ابنتهما، حيث كان يخبرها بأنه لا يريد أن تأكل ابنته لحم الخنزير، أو أن تحضر دروس الرقص، أو أن تشاهد البرامج التلفزيونية، الأمر الذي رفضته ووصفته بأنه أناني". وفي أحدث مشاركاتها على الشبكات الاجتماعية، وصفت تشاريس نفسها بأنَّها عزباء في أحد المنشورات، وشكت في منشورٍ آخرٍ من أنَّ والد ابنتها لم يكن يزور الطفلة. حسان بوسراف (47 عاماً) وهو جار سابق للقاتل ذكر لصحيفة the sun أنه صدم عند رؤية هذا الشاب ضمن المهاجمين، فهو "لم يكن يتوقع أن بداخله كل هذا الشر"، وقال: "كان رجلاً طيباً بابتسامة دائمة على وجهه، لم يكن رجل دين أبداً، كان يخبرني أنه لم يكن يذهب إلى المسجد". رضوان الذي كان يعمل طاهياً في ليبيا عاش حتى وقت قريب في مدينة دبلن، عاصمة جمهورية أيرلندا، حيث تعرّف على تشاريس (38 عاماً)، وهي عاملة رعاية مولودة في لندن، وتزوجها عام 2012. ويُعتقد أنَّ رشيد رضوان قد استقر في العاصمة الأيرلندية قبل نحو 5 سنوات، غير أنَّه على ما يبدو لم يكن تحت ملاحظة السلطات قبل الهجوم الإرهابي الذي وقع ليلة السبت، 3 يونيو/حزيران 2017، حسبما جاء في تقريرٍ لصحيفة الغارديان البريطاينة. ويُعتقد كذلك أنَّه تم التعرف عليه من بطاقةٍ عُثِرَ عليها في جسده أصدرها مكتب الهجرة الوطني التابع للشرطة الأيرلندية (غاردا سيوشانا) في مدينة دبلن. وكان رضوان الذي يستخدم اسماً مستعاراً هو رشيد الخضر، قد أمضى أيضاً بعض الوقت يعيش في مجمع أبراجٍ في مدينة داجنهام، شرقي لندن، في مكانٍ ليس بعيداً عن منزل زميله المهاجم خورام بات في مدينة باركينغ. وقالت مصادر شرطية في دبلن إنَّ رشيد رضوان كان يعيش في مدينة راثمينس، جنوبي العاصمة، ويبدو أنَّه قضى بعض الوقت هناك منذ ثلاثة أشهر. وقال رئيس الوزراء الأيرلندي، إيندا كيني، في أثناء زيارةٍ تجاريةٍ إلى ولاية شيكاغو الأميركية، إنَّ الإرهابي المقتول لم يكن يخضع لمراقبة الشرطة الأيرلندية. وقال كيني: "هناك عددٌ قليلٌ من الأشخاص في أيرلندا يخضعون للمراقبة ويوضعون تحت الملاحظة فيما يتعلَّق بالتطرُّف والمسائل ذات الصلة بذلك. وفي هذه الحالة، يجري التحقُّق من هذه الحقائق، لكنني أعرف أنَّ هذا الشخص لم يكن من بين أفراد تلك المجموعة الصغيرة". وقد ترأس المفوض نويرين أوسوليفان، قائد الشرطة الأيرلندية، مؤتمراً في دبلن يوم الإثنين، 5 يونيو/حزيران، لتحديد ما كان معروفاً عن هوية رضوان. وفي الوقت نفسه، ادعى إمامٌ وعالم مسلم مُقيمٌ في أيرلندا، أنَّ تحذيراته للسلطات الأيرلندية حول نشطاء داعش والقاعدة المتمركزين في مدينة دبلن قوبلت مراراً بالتجاهل. وقال الشيخ عمر القادري لصحيفة الغارديان البريطانية، يوم الإثنين، إنه لم يتلق أي اتصالٍ من الشرطة أو من وزارة العدل في الجمهورية، بشأن ادعاءاته حول الوجود الإسلامي المُتطرِّف في العاصمة الأيرلندية. وقال: "قبل عامين، تحدثتُ في مؤتمرٍ لمكافحة التطرُّف والأصولية في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وكنتُ واضحاً تماماً في أنَّ هناك مشكلةً مع أيرلندا، وهي أنَّ المُتطرِّفين كانوا يستخدمون البلاد كقاعدةٍ لشن هجمات في أماكن أخرى". وأضاف على الرغم من هذا التحذير العام والمحادثات الخاصة مع فرد في الشرطة الأيرلندية، لم يتصل به أحدٌ سواء في القيادة العليا للشرطة أو من مسؤولي الحكومة الأيرلندية لجمع مزيدٍ من المعلومات.