تابعت الحراك الريفي,واهديت للزفزافي قصيدة نالت إعجابه,مما حفزني أكثر,قرأت كل كلمة له,استمعت لكل فيديوهاته فبدأ الشك يخالجني , عدت وراسلته متسائلة إن كان من العدالة والتنمية أو العدل والإحسان,لاني لاحظت أن أسلوبه في الكلام هو نفسه,وقلت له لو انك منهم فالشعب لا ينتظر خيرا منهم,ولبرهة وأنا أتابع دخوله للمسجد,تحمست لكن أول ما سمعت كلامه,كأني اسمع حسن نصر الله.. كنت كلما كتبت عنه منشورا في الفيسبوك,عدت وحذفته,شيء ما كان يجعلني أتراجع,ثم أغالب إحساسي واكتب,فأعود واحذف,إلى أن قرأت تدوينة لصديقي الفاضل الدكتور "عبد الرحيم منار السليمي",وفي تدوينته يحيلنا إلى تصريح أدلى به لإحدى القنوات التلفزيونية..
مما جعلني أعود لمشاهدة فيديوهات "الزفزافي",ادقق في حركاته وسكناته,كان الشاب يقلد فعلا حركات رموز الشيعة,حتى أسلوب الكفن كان نفسه,لكن استشهاده كل مرة بسيدنا عمر بن الخطاب كانت تحول بيني وبين التصديق,مما جعلني احفر أعمق,دخلت مواقع وتجمعات وحتى بروفايلات مناصريه,فإذا غالبهم حقا من أتباع "يا لثارات الحسين"..
كابنة الطبقة مادون المتوسطة,كنت قد صببت جام غضبي على المحاولات لتشييع مناطق مغربية ترزح تحت خط الفقر,وعن امتطاءهم للمطالب الشعبية المشروعة,حتى اذا تمكنوا بدؤوا في قطف رؤوس مواليهم قبل معارضيهم,وكذلك فعل الخميني عندما جاء لرفع ظلم الشاه,وكما فعل الصدر عندما وعدهم بالتخلص من شطط صدام,وكما فعل حسن نصر الله عندما هدد بقتال إسرائيل,وما قام به الحوثي عندما غرر بالشباب المحتقن,كلهم تسلقوا الشعوب المقهورة وأول ما جلسوا في الكراسي شرعوا في إبادة الطبقة ما دون المتوسطة في كل الدول العربية والإسلامية,يعني أن ذلك المسكين الذي ينبش الحجر بحثا عن لقمة العيش,ليعود إلى صغار جياع,فيضع لهم الطعام ويرجع إلى الوراء وهو يطوي الجوع بابتسامة متكلفة,مكتفيا بمراقبتهم وهم يقيمون الصلب بتلك اللقيمات,ويسعد بكبرهم,ويمني نفسه بالأفضل,يعقد الآمال على أولئك الصغار,لينتشلوا شيبته غدا من الفقر وويلات ذلك الكافر"الجوع",ثم يأتي شيعي يرى أن دخول الجنة لا يكون إلا بذبح هذا المسحوق اجتماعيا وطبقيا هو وآماله, من لن تهتم بغيابه حكومة ولا قبيلة,فيعذب هو وأبناءه اشد العذاب قبل أن يقتلوا شر قتلة,ويصوروا ذلك ليراه الكل,ولن يبكي على موتك إلا الحقوقي الأمريكي,وسيخرج الأوروبي منددا بالجريمة المرتكبة في حقك,أما العربي "أخوك" فسيرى أن موتك مجرد فبركة ومحاولة لتعطيل المقاومة والممانعة,ويدلي الداعية الإسلامي وحجة الإسلام بدلوه,فيدعوا إلى نبذ الطائفية,والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها,وسيتدخل الباسيج الالكتروني ليعلق ألاف التعاليق ضدك,فتصبح عوض أن تكون المجني عليه..جانيا.
نعم..إذا دخل الشيعة ارض قوم,فأول ما يفعلونه هو تفجير بعضهم,أو قتل من انتفت الحاجة إليه,وإلصاق التهمة بأولاد الشعب لإلهاء المجتمع,ليتسنى لهم تسلق المناصب الحساسة,ثم السيطرة على باقي القيادات,أما بتشييعهم أو ابتزازهم بواسطة ما سجل من الزلات,لتبدأ عملية التوغل في المجال العسكري,بتسريح الأوفياء والشرفاء,والتخلص ممن صعب ضمه,وهكذا تكون أول لبنة في إعداد الميلشيات,التي ستكلف لاحقا بملاحقة المتطرفين الموهومين وسط الساكنة السنية,و تدشن عملية الإبادة العرقية,القتل على الهوية,فأما الأغنياء فسيشترون دماءهم,و الساسة فسيقلبون "الفيستة" ويتشيعون سياسيا,آما الإسلاميون فسيلحسون "الكابة"
وينتصرون للمتغلب,ولن يتبقى إلا الفقراء وهم الذين يشكلون الأغلبية الساحقة,وهؤلاء لن يقبل حتى تشيعهم,سيقتلون وتوثق الجرائم في حقهم للتباهي والزهو,فالتخلص من هذه الشريحة هي المرحلة الأولى,لتأتي المرحلة الأخرى وهي عملية تجنيس الأغراب,وتوطين الأجانب..
لو كان هدفهم أصحاب " العناگر"الغليظة,والكروش اللي من فوقها كروش ومن فوق الكروش "كوستيم" ثمنه بمقدوره تغطية حاجيات مدينة بأكملها, لما كتبت عنهم و"بيناتكم ا الخاوا..بالشواقر ولا بالجناوا",ولكن لاني اعرف القوم ومن سنوات أقول: "باركة" علينا أننا نمضي العمر في شقاء وجري وراء لقمة العيش,والخوض في بحر الزيادات التي قد تمكن الكبار من إسعاف أهم الصناديق الوطنية من جيوبنا وجيوب اللي خلفونا, نحن "زينين" وما خاصنا نور الحمام,نحن في غنى عن ذلك,يكفينا ما نحن فيه,ولا نريد أن يزداد لهمومنا هم الوصول إلى البيت,وهم الخروج للبحث عن الرغيف,وتفجير المساجد التي نهرب إليها لمناجاة ربنا والشكوى إليه, إحكام وثاق أطفالنا, ومعقد آمالنا, قبل ذبحهم,تدمير بيوتنا,تلك الأماكن التي في القلب,إليها نرجع بعد يوم شاق, تخفي عن الناس حالنا وتكتم عنهم اسرارنا..
صحيح اننا نطالب بحقوق مشروعة,وفي العيش الكريم,وصحيح اننا نفتقد حقا صوتا يجهر بمطالبنا,لكن لن نمشي وراء اشخاص هبطوا على القمة بين ليلة وضحاها, فالخميني والصدر وحسن الله لم يحققوا العدالة الاجتماعية,بل داسوا الرقاب وتحالفوا في الاخير مع الشيطان الاكبر الذي كانوا يتوعدونه..
والعدالة والتنمية لم تحقق لا عدالة ولا تنمية,بل تصالحت مع التماسيح والعفاريت..