بعد الصدى الطيب الذي خلفته السلسلة الكوميدية " لوبيرج " التي عرضت رمضان الماضي على القناة الثانية ، نوه العديد من المهتمين بالحقل التلفزيوني بالدور الكبير الذي لعبه المخرج إدريس الروخ في الترويج للسياحة المغربية ، سواء الداخلية منها أو حتى الخارجية ، من خلال تسليطه الأضواء على منطقة " بين الويدان " التي تزخر بطبيعة خلابة اكتشفها جل المغاربة من خلال هذه السلسلة ، وهو ما تأكد فعلا بعد مضي شهر رمضان ، حيث عرفت المنطقة توافد الآلاف من الزائرين ، من أجل اكتشاف ما تزخر به من مقومات طبيعية تستأثر بالاهتمام. هذه السنة ، حط المخرج إدريس الروخ رحاله بمنطقة عبدة ، وتحديدا بمدينة آسفي الغنية بموروثها الثقافي والسياحي ، حيث اختار أن يصور بها سلسلته الكوميدية الجديدة " الخاوة " التي تجسد قصة أسرة عبدية يشتغل ربها في بيع " الفخار "، حيث سيحتدم الصراع بين الإخوة بهدف اقتسام الإرث ، وفي خضم ذلك ستقع مجموعة من الأحداث، سواء داخل بيت الأسرة أو في محل بين الخزف ، حيث سيحاول الروخ توجيه اهتمام المشاهد إلى غنى هذه المنطقة سواء من حيث موروثها الثقافي كقبلة خاصة و متميزة لصناعة المواد الخزفية في المغرب ، و أيضا لتبيان غناها الثقافي من حيث إبراز فن العيطة و الحصبة العبديين. المثير في القضية أن فيسبوكيو عبدة هاجموا هذه السلسلة بشدة ، و اعتبروا انها تحط منهم و من لكنتهم ، و هو اعتقاد خاطئ تماما ، حسب ما أكده مقرب من الروخ ، و الذي أوضح ان جميع شخصيات السلسلة تتكلم بطريقة عادية جدا، باستثناء شخصية " سكينة " زوجة " المصطفى " التي تتكلم فعلا بلكنة عبدية قحة ، و هذا ليس تنقيصا من اللهجة المحلية ، بل تجسيدا حقيقيا لها و تعريفا بها ، لاسيما بعد انتشار أعمال تلفزيونية وسينمائية عديدة سلطت الأضواء على غنى الثقافة المغربية بلهجاتها المتعددة ، كالشمالية و الصحراوية و السوسية.. و ليس في ذلك أي إهانة أو تحقير من اللهجة العبدية كما اعتقد بعض الغاضبين على السلسلة ، بل هو ترويج إيجابي للمنطقة ، لا شك ان منطقة عبدة ستجني ثماره بعد متم شهر رمضان ، حيث ستنتعش لا محالة مدينة آسفي بأعداد هائلة من الزوار الراغبين في اكتشاف المنطقة.