منزلق خطير جدا ذلك الذي وصله الاحتقان الشعبي المندلع منذ عدة أشهر بالريف ، وضع بات مرشح للانفجار في أي لحظة بعد الاصطدام المباشر الذي وقع اليوم بين متزعم الحراك الريفي والنظام المغربي عقب الخرجة غير المحسوبة التي تورط فيها الزفزافي داخل أحد مساجد الحسيمة. لا أحد يمكن أن ينكر على الريفيين ، مثلهم مثل باقي المغاربة شمالا وجنوبا، حقهم في الحصول على حقوقهم الاجتماعية والتنموية المشروعة، فلهم كامل المشروعية في النزول إلى الشارع والاحتجاج سلميا كما عودونا دائما من أجل تحقيق مطالبهم ما دام أن الحقوق في بلدنا تنتزع ولا تعطى، وقد نجح إخواننا الصامدون بالفعل في الضغط على الحكومة وإركاع وزرائها وإجبارهم على "التواضع" والوقوف شخصيا على سير المشاريع العالقة وإطلاق مجموعة أخرى كانت متوارية عن الأنظار، لكن أن يصل الأمر إلى تحويل بيت من بيوت الله إلى ساحة لتوجيه الكلام النابي وتصفية الحسابات مع الدولة فهو أمر لا يمكن أبدا القبول به، فالمغاربة قاطبة كانوا ولا زالوا يعتبرون المساجد خطا أحمر وواجبة التقديس لحرمتها الدينية البالغة. لقد سبق وأن نددنا باستغلال أفواه أئمة المساجد وخطبائها من طرف وزارة التوفيق الأمر الذي أفقد خطبة الجمعة عفويتها ونقاءها، لكن من غير اللائق أن نحارب "منكرا" بمنكر أشد ، كان بالإمكان انتظار أداء الصلاة والخروج في مسيرة تنديدية احتجاجية، ونحن على يقين أن المغاربة جميعا سيقفون في صف الزفزافي ومن معه في هذه الحالة. الآن صدر أمر باعتقال قائد الحراك طبقا للقانون، فهو متورط في مخالفة صريحة للنصوص القانونية المعمول بها في بلدنا، فكيف سيتصرف الريفيون في هذه الحالة؟ فالمتابعة حاليا جنحية محضة لا علاقة لها بالسياسة، والاستقواء بالأنصار سيكون بمثابة احتماء سارق أو نصاب أو...بأهله وعشيرته مخافة الاعتقال، فكيف يمكن إذن إزالة "الشوكة بلا دم"؟ الريف الآن بات أحوج من أي وقت مضى لعقلائه الرشداء، الذين لا يخافون في الحق لومة لائم كما عودونا دائما، رجال قادرون على نزع فتيل فتنة قد تحرق الأخضر واليابس وقد تقود البلاد إلى مستنقع يتمنى أعداؤنا والمتربصون بنا أن نقع فيه. فهل من مجيب ؟؟؟