قال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، السيد محمد بن عبد القادر، اليوم الخميس بالرباط، إن إصلاح الإدارة لا يمكن أن ينجح دون وضع سياسة واضحة للتواصل العمومي بين الإدارة والمواطن. وأكد السيد بن عبد القادر في مداخلة ألقيت نيابة عنه خلال افتتاح ندوة دولية حول "التواصل العمومي وتحولات السياق الاجتماعي: نحو تبادل التجارب" تنظمها، على مدى يومين، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بشراكة مع الوزارة، أن نجاح الإدارة لا يتوقف على تحقيق أهدافها الخاصة فحسب، بل أيضا قدرتها على تحقيق تواصل فعال مع المواطن وتفاعلها مع البيئة الخارجية. وأضاف في كلمة القاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة، السيد أحمد لعمومري، أن التواصل العمومي يشكل عنصرا رئيسيا في نجاعة القطاعات العمومية، وبالتالي مؤشرا على دمقرطتها، مشيرا إلى أنه من الضروري تشخيص الوضع الحالي للتواصل العمومي للتعرف بشكل علمي وموضوعي على الوضع الحالي واقتراح الحلول الفعالة للتنمية الحالية والمستقبلية. وأشار أيضا الى ضرورة الانفتاح على التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال، بغية تحديد القيمة المضافة واستغلالها بأفضل طريقة من أجل سير جيد للتواصل العمومي. وأكد الوزير أن الوزارة تريد ارساء سياسة تواصلية ناجعة، قادرة عل تبسيط السياسات العمومية للجمهور وتقوية مبادئ الحكامة المعتمدة،عبر استراتيجية تواصلية استباقية والمدعمة بقنوات التواصل التقليدية والمقاربات والآليات العصرية في الآن نفسه. وتتمحور هذه الاستراتيجية على مأسسة وتطوير التواصل العمومي، وتقوية دور لجنة التنسيق البيوزارية المكلفة بالتواصل حول مشاريع اصلاح الادارة وخلق فضاءات تفاعلية مع المواطن. وذكر الوزير بمجموع التدابير العاجلة التي أطلقت مؤخرا من طرف الوزارة من أجل اصلاح الإدارة وتحسين جودة المرافق العمومية،ولاسيما "الرقم المختصر 3737" لمركز النداء للتوجيه الاداري، والذي يندرج في اطار الألية المندمجة للاستقبال الالكتروني، والذي يروم اطلاع المواطنين على الخدمات المقدمة من طرف مختلف الإدارات ، والمساطر الادارية الجاري بها العمل ومباريات التوظيف في الوظيفة العمومية. من جهته، أبرز عميد كلية الأداب والعلوم الانسانية بالرباط جمال الدين الهاني دور التواصل في التربية والتفاعل بين الادارة والمواطنين، مبرزا ضرورة جعل التكنولوجيات الحديثة ولاسيما الشبكات الاجتماعية ورشا للنجاعة الادارية. وذكر السيد الهاني أيضا بأن وزارة التعليم العالي كانت قد عمدت في 2002 الى ادماج وحدة التواصل في مجموعة من الكليات بغية تعميم هذه الأداة وتطوير قدرات التواصل عند الطلبة. يشار الى أن هذه التظاهرة العلمية المنظمة من طرف قسم علوم وتقنيات التواصل بكلية الأداب والعلوم الانسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع وزارة اصلاح الادارة والوظيفة العامة، تجمع عددا من الباحثين والمهنيين، مغاربة وأجانب، لمناقشة وتبادل التجارب، ودراسة مختلف مفاهيم التواصل العمومي وكذا استعمالها في الادارة العمومية.