تنوعت جنسيات الطائرات المحلقة في الأجواء السورية، و تعددت البراميل و الصواريخ الساقطة على رؤوس السكان و تشابهت، و كثرت الفصائل و الجماعات الإرهابية المسلحة و تشابكت ثم تناحرت ! و أينعت رؤوس كانت بالأمس مدفونة في تراب أجنبي فخنعت له و خضعت، ثم نصبت نفسها متحدثا باسم الشعب، مدافعة عن حقوقه، مطالبة إياه بالصبر و الصمود و المقاومة، و الاصطفاف مع كتيبة منشقة مندفعة وراء العواطف و الشعارات، يطالبون بكل هذا و هم في النعيم نائمون ! ! من يهتم للشعب السوري؟! آلاف القتلى و آلاف الجرحى و مئات المعطوبين و المصابين بعاهات مستديمة، آلاف المهجرين و النازحين، الموت و الظلام و الظلم يحاصرونهم من كل الزوايا ، و المتاجرون بمأساتهم و محبو النعرات الطائفية و مؤججو نار الفتنة يقتلونهم ألف مرة. من يهتم للشعب السوري؟ الأنظمة الخليجية؟ّ! المتهمة بتسليح و تمويل الجماعات الإرهابية، كما أكد ذلك نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن و كذا نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حيث قال في مقابلة مع صحفية "بيلد إم زونتاج" : "السعودية تمول المساجد الوهابية في كل أنحاء العالم"، وأضاف أنه يجب القول بوضوح للمملكة أن "وقت التغاضي عن ذلك قد انتهى" في إشارة صريحة إلى أن المملكة الممول الفكري و المالي للجماعات التكفيرية، هناك كذلك تصريح رئيس الوزراء "مانويل فالس" حول تمويل التنظيم الإرهابي المسمى اختصارا بداعش من طرف دولة قطر حيث قال : "إنه لا يجب أن يكون هنالك شكوك حول ذلك (تمويل قطر للتنظيم الإرهابي)" مطالبا في نفس السياق بوقف تمويل هذه التنظيمات.... من يهتم للشعب السوري؟ النظام السوري ؟ الذي يقصف عشوائيا بطائراته فتصيب مسلحا و كثيرا من المدنيين ! أم معارضة الخارج المكونة من أشخاص بعضهم لا يجيد التكلم بلهجة بلده، أم الجماعات الإرهابية التي تفجر و تذبح وتغتصب و تسبي و تتخذ من بعض سكان القرى دروعا بشرية؟ أم هي أمريكا و حلفاؤها اللاهثة لحماية مصالحها الاقتصادية و نفوذها بالمنطقة، و لا ننسى ضمان أمن عشيقتها الكيان الصهيوني، أم هي روسيا التي تخشى سقوط حليف من حلفائها بالمنطقة؟ أم هي إيران الساعية للتوسع و بسط نفوذها بالمنطقة؟ من يهتم للشعب السوري؟ الشيوخ و علماء الدين؟ و منهم شيوخ البيترودولار و علماء البلاط، الذين بدل أن يدعوا لحقن الدماء، لعبوا و عزفوا على وتر الطائفية، و أنشدوا بلغة العاطفة، فدعوا الشباب إلى الجهاد مذكرين إياهم بالأجر و الثواب الجزيل الذي يناله المجاهد الذي يستشهد في المعركة، و جلسوا هم في القصور مع أبنائهم و ما ملكت يمينهم، يتمتعون بما لذ و طاب من متاع الدنيا ! و منهم من دعا إلى قتل أي شخص مساند للنظام السوري مدنيا كان أو عسكريا ! من يهتم للشعب السوري ؟ القنوات الإعلامية؟ قنوات تتلاعب بعقول الناس، و تخدم أجندات معينة فتزور الحقائق و ذلك تبعا لمصالح مالكيها و مسيريها و تساهم في اشتداد الأزمة و تعثر أي محاولة للحوار بين الأطراف المتصارعة بتأجيج نار الفتنة و تهييج الفئات الشابة ! من يهتم للشعب السوري؟ الشعوب العربية؟! الشعوب العربية، كما يقول الأشقاء المصريون " اللي فيها مكفيها" . من يهتم للشعب السوري؟ باختصار...لا أحد ! ! !