أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بأن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عشرة آخرون في قصف جوي للطيران الموالي للعقيد معمر القذافي على مدينة البريقة الساحلية التي تضم ميناء وأكبر مجمع نفطي في البلاد. وأوضح مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية أن انفجارا سمع وارتفعت سحب الدخان على مقربة من مقر الجامعة في البريقة، وهو واحد من الأماكن التي شهدت قتالا اليوم بين أنصار القذافي والمعارضة له. ونقلت الوكالة عن أحد أنصار المعارضة أنهم يحاصرون مقاتلين موالين للقذافي في منطقة الجامعة وعلى مدخل شركة سرت النفطية القريبة، وأن الأخيرين "يطلقون النار عشوائيا وتوشك ذخيرتهم على النفاد". وتوعد المتحدث -الذي قال إن اسمه محمد- بالسيطرة على موقع أنصار القذافي بحلول الليل. جاء ذلك بعد أن تمكن الثوار صباح اليوم -بعد معركة كر وفر- من استعادة السيطرة على المدينة الواقعة على بعد 600 كيلومتر شرق طرابلس ونحو 250 كيلومترا غرب بنغازي. وقال الصحفي الليبي محمود شمام للجزيرة نت إن وحدة موالية للقذافي من قوة حراسة المنشآت النفطية في رأس لانوف القريبة تحركت باتجاه البريقة التي تضم خليطا من السكان والعمال. وأضاف أن عددا من الشبان الثائرين تحركوا من أجدابيا (شرق) باتجاه البريقة تساندهم وحدة صاعقة ليبية موالية لهم، وتمكنوا من استعادة السيطرة على المدينة ومطارها، وهو ما أكده أيضا وزير الداخلية الليبي السابق عبد الفتاح يونس العبيدي الذي استقال وانضم للمعارضة. وكانت معلومات سابقة أشارت إلى أن 500 عربة عسكرية من كتائب الأمن التابعة للقذافي تحركت لاحتلال البريقة، وهو ما اعتبره شمام معلومات مغلوطة انطلت على الإعلام، وأن هدفها إخافة الغرب من اقتراب الحرب من منشآت ليبيا النفطية. كر وفر وفي هذه الأثناء تشهد مدن ليبية معارك كر وفر بين الثوار والكتائب الأمنية التابعة للقذافي. فبعد استعادة البريقة من قبل الثوار, وردت أنباء عن معارك تشنها الكتائب للسيطرة على غريان في الغرب. ولا يزال القذافي يسيطر على العاصمة طرابلس وسرت وسبها وصبراتة والخُمس وزليتين. لكن باستثناء رأس لانوف وميناء سدرة النفطييْن فإن الشرق بأكمله أصبح محررا، وأهم مدنه بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا التي أسقط الثوار فيها طائرة لكتائب القذافي بالإضافة إلى طبرق. ولم يتوقف مد الثوار عند مدن الشرق بل اتجه غربا ليسيطر على الزاوية ومصراتة وزوارة وعموم منطقة الجبل الغربي. وجنوبا سيطر الثوار على الكُفرة وجالو وأوجلة، فيما بقيت مناطق لم تحسم أمرها بعد كبني وليد وترهونة. حركة بسبها ومن جانبه أشار مراسل الجزيرة في بنغازي بيبه ولد مهادي إلى أنباء تتردد بقوة عن حركة مكثفة للطيران المدني في مدينة سبها، وسط شائعات قوية مفادها أن هذه الطائرات تحمل عشرات الألوف ممن يسمون "المرتزقة" الذي يستعين بهم القذافي لمواجهة أبناء شعبه. وقد جاءت التحركات الأمنية للقذافي بعد انضمام مدينتي نالوت وإمسلاتة إلى قائمة المدن المحررة. فقد أعلن الثوار في نالوت -وهي إحدى مدن بلدية الجبل الغربي جنوب غرب العاصمة طرابلس- انضمام المدينة للثوار واستعدادها لهجوم محتمل لقوات القذافي، خاصة أنه توجد قرب الجهة الشمالية للمدينة قاعدة عسكرية تمكن الثوار من تحريرها بعدما أجبروا أتباع النظام على الفرار منها. أما مدينة إمسلاتة الواقعة على بعد مائة كلم شرق طرابلس، فقد أكد سكانها -في بيان خاص عرضته الجزيرة- عزمهم الانضمام إلى جهود الثوار "لتحرير" ما تبقى من مدن ليبية. وعلى صعيد آخر، قال مراسل الجزيرة في بنغازي إن تجمعا للأطباء الليبيين عقد اليوم مؤتمرا في المدينة، وكشف الأطباء خلاله أن عدد القتلى في المدينة بعد ثورة 17 فبراير يتراوح ما بين 220 و250 شخصا، مضيفين أن عددا من القتلى لم يتم التعرف على هوياتهم. وعلى صعيد آخر، قالت منظمة التضامن لحقوق الإنسان في جنيف إن الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي تمارس انتهاكات وصفتها بالفظيعة بحق المواطنين في مدن ليبية لم يُسيطر عليها بعد من قبل الثوار الليبيين. وأضافت أن هناك عمليات اختطاف لمجموعات من الشباب في طرابلس والزنتان. وحمّلت المنظمة النظام الليبي المسؤولية الكاملة عن أي مخاطر قد تحث لهؤلاء المختطفين, ودعت منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية للضغط على النظام الليبي حتى يتوقف عن حملات القتل والاختطاف. أجهزة اتصال من جهة ثانية قال شباب الثورة في مدينة مصراتة إنهم ضبطوا أجهزة اتصال على شبكة أريديوم التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها وتعمل عبر الأقمار الاصطناعية بحوزة أحد ضباط الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي. وأثار ضبط الأجهزة علامة استفهام كبيرة، ومن جهة أخرى اشتكت شركة الثريا من التشويش على اتصالاتها في ليبيا