لا ضير في أن تلد امرأة أمام بوابة مستشفى عمومي بالمغرب، أو أن يرمى برجل عجوز خارج أسوار المؤسسات الصحية، دون أن يعقب ذلك قرارا بمعاقبة من يهين كرامة امرأة أو رجل ويعدم إنسانيته أمام جبروت وطغيان المادة... تعددت الأسباب والموت واحد ..من لم يمت بالسيف مات بغيره... وتعددت الأرقام و الموعد واحد ...من لم يسعفه الحظ هذه السنة فالعمر طويل...هو مثل ينطبق على حال مواطن معوز اضطره الفقر إلى قصد المركز الاستشفائي ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء بعدما عجز المستشفى الإقليمي بسطات عن تلبية حاجته وقبله المستشفى المحلي بمدينة ابن احمد، فكانت صدمته قوية. عبد السلام الخواتري الذي انتهى به المطاف بأن ينال موعدا طبيا لأجل إجراء فحص بالأشعة IRM لفلذة كبده الذي لا يتجاوز عمره 6 سنوات، عائدا إلى بلدته وهو يزف لأسرته الخبر السار بأن 3 أشهر تفصله عن موعد الفحص، فقلب الورقة يمنة ويسرة مسرورا بموعد السادس من يونيو، دون أن تجول عيناه إلى يمين التاريخ ويكتشف أن حلمه سيتأجل عاما بعد الثلاثة أشهر... أمثال عبد السلام كثيرون في المغرب ممن يعانون في صمت ويموتون وفي قلبهم حرقة بلد أهملهم ولم يوفر لهم حقا من حقوقهم البشرية.