عوض أن يقضي أيام عيد الأضحى مع أسرته فقد قضاها الشاب سفيان الشريف البالغ من العمر 22 سنة بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، حيث يرقد مشلولا دون حراك بعد أن خضع لعملية جراحية أولى، في انتظار عملية جراحية ثانية لم يحدد الأطباء موعدها بعد بالنظر إلى خطورة وضعيته الصحية. الشاب الذي يشتغل كمعقم للمعدات الطبية بإحدى المصحات الخاصة، تعرض لحادثة سير يوم الأحد 13 أكتوبر الجاري بمنطقة مولاي رشيد، والتي نقل على إثرها إلى مستعجلات مستشفى سيدي عثمان، وهناك لم يكلف القائمون على هذا المرفق الحساس، وفقا لتصريحات أفراد أسرته، أنفسهم لمنح المصاب وقتا مهما وفحصه بشكل مدقق عبر إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بما فيها الصور بالأشعة وغيرها، وتم الاكتفاء برتق الجرح الذي كان على مستوى العنق، والتذرع بان جهاز "الراديو" يعاني عطبا، وطلب منه مغادرة المستشفى بما أن وضعيته الصحية لاتتطلب أي أمر آخر، وفقا لتصريح والده "ع. الشريف" الحامل لبطاقة التعريف الوطنية عدد W 62926، هذا الأخير الذي عاين بعد ذلك عدم قدرة ابنه على تحريك أعضاء جسمه كاليدين والقدمين فضلا عن عدم تفاعلها مع الآلام، مما تأكد له معه بان ابنه فاقد للقدرة على الشعور والإحساس وهو ما يؤشر على خطر ملمّ به هو ليس بالهين؟ أعاد الأب فلذة كبده إلى ذات المستشفى في صباح اليوم الموالي، فخضع للفحوصات الضرورية بما فيها تلك التي تتم بواسطة "الراديو" الذي وجده في حالة جيدة، بقدرة قادر، فتبين على أن الشاب يعاني مضاعفات صحية تتطلب تدخلا آنيا، حيث تمت إحالته على المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد وهناك وعلى وجه السرعة خضع لعملية جراحية همت نزيفا داخليا على مستوى رأسه، لكن لحد الساعة لم يتم تحديد توقيت العملية الثانية لخطورتها، والتي تهم كسرا بإحدى فقرات العنق والتي أثرت على النخاع الشوكي للمتضرر، وما زاد من تداعياتها تحرك المصاب بعد الحادث وتنقله ما بين المستشفى والمنزل ثم التوجه صوب مستشفى ابن رشد عوض التدخل المستعجل، وهو ما أثر على جهازه التنفسي، حيث تم إحداث ثقب على مستوى الحنجرة من اجل مساعدته على التنفس اصطناعيا!؟ الشاب الذي أنجزت له مسطرة من طرف مصلحة حوادث السير بالحي الصناعي بمولاي رشيد تحت عدد 1040، والذي ماتزال العناصر الأمنية غير ملمة بتطورات وضعيته الصحية وغير متتبعة لهذا الملف، والذي ولج مستعجلات مستشفى سيدي عثمان تحت رقم 95696، يرقد بين الحياة والموت، مشلولا، ينتظر رحمة واسعة من الله عز وجل، شأنه في ذلك شان أسرته التي عاشت وماتزال تعيش أياما كئيبة وتعيسة، وهي تضع يديها على قلبها وجلا وخوفا من أية تداعيات أو مصير سوداوي لهذا الشاب الذي هو في مقتبل العمر، والذي كان من الممكن إنقاذه وعدم تعرض وضعيته الصحية للتدهور لو قام العاملون بالمستعجلات بمهامهم على أكمل وجه، ولو لم يتهاونوا، وفقا لتصريح والده، الذي اعتبر أن هذا التهاون هو جريمة ترتكب في حق المواطنين الذي يقصدون هذه المستعجلات والتي قد تكون نهايتها مأساوية، مطالبا بفتح تحقيق نزيه في الموضوع ومحاسبة المقصرين في أداء واجبهم المهني، مشيدا في ذات الوقت بالمجهود والعناية التي ودها ابنه من طرف المصالح الطبية بمستشفى ابن رشد التي تتابع وضعيته عن كثب في انتظار اتخاذ القرارات المناسبة.