ما يقوم به السيد إدريس لشكر حاليا يذكرني بما قام به السيسي عندما قرر الترشح للانتخابات الرئاسية ،ولأنه كان قد أعلن لحظة انقلابه على محمد مرسي أنه لا ينوي الترشح فقد كان لابد له من طريقة لتدارك ذلك ،فما وجد أسهل من إلزام جيشه من الاعلاميين وأشباه الإعلاميين على تنظيم حملة قوية تحت شعار " الشعب يطالب السيسي بالترشح"..فترشح وصار رئيسا. هذا نفسه ما يقع مع لشكر الذي كان قد وعد سابقا بعدم استوزار نفسه ،واليوم يلزم مكتبه السياسي باصدار بيان يستجدونه فيه بمراجعة وعده ذاك ،كما ألزم قبل يومين شبيبته وإعلام حزبه بنشر و ترويج عريضة معنونة ب " قيادات الاتحاد تطالب إدريس لشكر بالاستوزار".. إذا ما نحن تمعنا جيدا في هذا السيناريو سنجده تافها و بئيسا وكأن كاتبه صبي مبتدئ..لكن إدريس لشكر ليس مبتدئا ،هو سياسي ماكر يعرف قواعد اللعبة جيدا ليس لأنه شارك في صناعة اللعبة وإنما لأن المخزن مكنه من هذه القواعد ،وطبعا وفقا لشروط نعرفها جيدا وأولها تدمير حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. كنا نعتقد بداية أنه فعلا لن يتجه لاستوزار نفسه لأن تفكيره سينصب على المؤتمر الوطني العاشر و على رغبته في الفوز بولاية ثانية على رأس الاتحاد ،واعتقدنا أن هذا السبب الوحيد الذي جعله يدافع عن دخول الحزب للحكومة وقبله دفاعه عن المالكي لرئاسة مجلس النواب ،لكنا أخطأنا ،فهذا الزعيم ،الذي ليس بزعيم ،يريد كل شيء ..يريد الحكومة ،يريد مجلس النواب ،و يريد رئاسة الحزب حتى يكمل مهمته في التدمير.. والذي أستغربه هو صمت أغلب الاتحاديين على هذه الجريمة .