تحتضن مدينة وجدة ، يومي 9 و10 مارس الجاري ، ندوة دولية حول موضوع " الدبلوماسية الدينية وتحديات الأمن والاستقرار الإقليميين " ، بمشاركة شخصيات وطنية ودولية وازنة . وستتمحور أشغال الندوة ، التي ستنظمها جامعة محمد الأول بوجدة ، حول عدة مواضيع منها " الدبلوماسية الدينية المغربية في إفريقيا .. واقع وآفاق " و" نحو تعارف وظيفي بين الأديان : المعالم والمراسم " و" التشريع الإسلامي نظام هادف إلى تحقيق الأمن العالمي " و" نماذج من إسهام علماء الدين في إفريقيا والكاميرون في بناء الأمن والاستقرار ". كما ستتمحور الأشغال حول "إسهام الدبلوماسية الدينية في محاربة التطرف وتحقيق الأمن والسلم العالميين " و" الإعلام المتخصص ودوره في تعزيز ثقافة الحوار الديني " و" دور الخطاب الديني الأحادي أو المتعدد في التواصل وطنيا ودوليا " و" إسهامات القيادات الروحية في العلاقات الديبلوماسية" . وبحسب ورقة تقديمية للندوة ، فإن الدين أصبح في العالم المعاصر عاملا أساسيا وحاسما في إشاعة ثقافة السلام وقيم التعايش بين الحضارات والثقافات المختلفة والمتعددة، وأضحت الدبلوماسية الدينية والروحية فاعلا مؤثرا مساهما في تحقيق السلم وفض النزاعات الإقليمية والدولية. وسجلت الورقة أن المغرب ظل دوما، لدواع تاريخية وجغرافية، ملتقى لتفاعل الحضارات والثقافات، وجسرا لنشر خبرات ثقافية وقيمية تشكلت بفضل صيغ المثاقفة التي احتضنها الحوض المتوسطي، "ولعل الشاهد على ذلك استمرار الدور المغربي المحوري في تذويب الخلافات بين الدول الإفريقية الشقيقة، وفي تحسين العلاقات الإفريقية الأوروبية وتدبير الاختلالات التي أنشأها النظام العالمي". وأشارت إلى أن نجاح المغرب في تدبير الحقل الديني على مستوى أماكن العبادة والتعليم العتيق وتكوين الأئمة جعلته "مؤهلا تاريخيا وحضاريا للمساهمة في تشكيل الخريطة الدينية على الصعيد الدولي، وفي مكافحة التطرف والحركات الإرهابية ". وتهدف الندوة ، وفق الجهة المنظمة ، إلى تسليط الضوء على دور الدبلوماسية الدينية وأهميتها في مجال السياسة الخارجية والمساهمة في إحلال السلام في العالم ودعم الحوار بين الديانات والحضارات، فضلا عن التعريف بالنموذج المغربي في مجال ممارسة الدبلوماسية الدينية والتعايش بين الديانات وإشاعة روح الاعتدال وقيم التسامح وقبول الآخر .