وضع كارثي ذلك الذي يعيشه تجار سوق الخرازين العتيق بسلا المدينة ، بعدما تمت محاصرتهم من جميع الجهات وأغلقت عنهم جميع المنافذ والممرات المؤدية إلى السوق ، إذ أضحى تجار هذا السوق يعيشون أحلك أيامهم جراء الكساد التجاري الذي أصاب محلاتهم وأنشطتهم التجارية ، و لم يتبقى أمامهم سوى انتظار مصيرهم المحتوم " الإفلاس "، بفعل الفوضى الغريبة التي تعرفها كل أزقة وشوارع المدينة التي احتلت بالقوة من طرف باعة جائلين ، لم يتركوا مكانا إلا و "استعمروه " بالقوة حتى أضحت السلع منتشرة في كل حدب وصوب، فوق الأرصفة والطرقات والممرات … فوضى هؤلاء الباعة غير النظاميين يغديها بشكل قوي الصمت الرهيب الذي تلتزمه السلطات المحلية حيال هذا الوضع الشاذ ، لاسيما بعدما فضلت ترك الحبل على الغارب تفاديا لأي مشاكل قد تتسبب في احتقان الشارع العام. سوق الخرازين الذي استفاد من مشروع تهيئة المدينة العتيقة ، الذي أعطى صاحب الجلالة انطلاقته في وقت سابق، لم تكتمل فرحة تجاره ، لأن الأسس والدعائم المكملة لهذا المشروع، لم تستفد من برنامج دراسي خاص يعتمد على خلق محيط منظم وتكوين خاص لتجاره، فضلا على لوحات إشهارية خاصة على مداخل ومشارف المدينة لجلب الزوار والمهتمين واستقدامهم نحو هذه المشاريع الملكية التي ترمي النهوض بالمدينة العتيقة .