دعا مشاركون في ندوة علمية نظمت، أمس الجمعة، بدبدو (إقليم تاوريرت)، إلى تكثيف جهود مختلف الجهات المعنية لصيانة ذاكرة المقاومة بالمنطقة، بشكل يربط الأجيال الحالية بتاريخ المقاومة المجيد. كما أوصى المشاركون في هذه الندوة، التي نظمت في موضوع "ذاكرة المقاومة بمنطقة دبدو"، بتشجيع مختلف الدراسات والأبحاث المرتبطة بهذا الموضوع، وتثمين المبادرات والشراكات التي تهدف إلى التحسيس بذاكرة المقاومة بالمنطقة. وحثوا أيضا على انخراط جميع الشركاء في إثراء فضاء الذاكرة الذي سيتم إحداثه بإقليم تاوريرت، وفتح وحدات للبحث والتكوين في شعبة التاريخ على مستوى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة تعنى بذاكرة المقاومة بجهة الشرق. وكان المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، قد أكد ، في افتتاح الندوة ، أن هذه التظاهرة العلمية تعد مناسبة لاستحضار التضحيات الجسام والأيادي البيضاء لأبناء إقليم تاوريرت ومدينة دبدو في سبيل الحرية والاستقلال. وسجل أن الندوة، التي يتزامن تنظيمها مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الثالثة والسبعين لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، تأتي في سياق المبادرات الموصولة والجهود الحثيثة لصيانة الذاكرة التاريخية والمحلية والتعريف بملاحم الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والاستقلال. وبحسب ورقة تقديمية للندوة، التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بتنسيق مع عمالة إقليم تاوريرت وجمعية ابن خلدون للأبحاث والدراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية وحماية المآثر التاريخية والبيئية بدبدو، فإن الاستعمار الفرنسي اصطدم لدى محاولته دخول المجال الترابي لمنطقة دبدو، في بداية عام 1911، بمقاومة باسلة كبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأضافت الورقة، استنادا إلى مصادر ووثائق تاريخية، أن الصحافة الدولية تفاعلت مع هذا الحدث الكبير ، حيث احتلت مقاومة هذه المنطقة حيزا هاما على صفحات العديد من الجرائد الدولية آنذاك، لا سيما من خلال تسليط الأضواء على نتائج معركتي علوانة (15 ماي 1911) وبني ريص (23 ماي 1911). وتم، على هامش الندوة ، عرض وثائق وصور تؤرخ لمقاومة ساكنة منطقة دبدو للاستعمار، وذلك بمدرسة ابن منظور. كما تم ، بالمناسبة، تكريم عدد من المقاومين المنحدرين من المنطقة، فضلا عن تقديم إعانات مالية لعدد منهم ومن ذوي الحقوق.