عقد الإتحاد العام لطلبة المغرب يوم 12 فبراير 2011، الدورة العاديةالسابعة والعشرين لمنسقي المكاتب الجامعية و المكلفين بمهمة وطنية و الدورة الأولى للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثالث و العشرون للمنظمة. استهل الاجتماع بكلمة مركزية لرئيس المنظمة الأخ عبد الكريم بكاري الذي أعرب بداية من خلالها على تضامن المنظمة الكامل مع النضالات المشروعة للشعوب العربية وحقها المشروع في إقرار الديمقراطية ودولة المؤسسات التي تضمن لكل المواطنين حقوقهم وكرامتهم. كما ركز في كلمته على العمل النضالي و التنظيمي للمنظمة مؤكدا فيها على ضرورة تظافر جهود جميع المناضلين وانخراط جميع مكونات المنظمة من اجل العمل الجماعي للإنجاح المؤتمر الذي ينبغي أن يشكل فرصة حقيقية لتأكيد قوة حضور المنظمة في الساحة الجامعية، وفضاءا للتفكير وتصريف مواقف الإتحاد في عدد من القضايا الوطنية والإقليمية والدولية . كما فتح المجال لتقديم المقترحات للمواقع الجامعية المرشحة للاحتضان فعاليات المؤتمر وهي الرباط وفاس كمقترح أولي، مؤكدا أن المجال يبقى مفتوحا لكل المواقع الجامعية الكبرى الراغبة في احتضان المؤتمر مشددا على تقديمها لدفتر تحملات مدقق يتلائم وحجم وقيمة المؤتمر الوطني . بعدها فتح باب النقاش والمداخلات التي تميز بروح المسؤولية والوعي بأهمية وحيثيات المحطة الحالية، إذ تدارس المتدخلونالتحولات السياسية الكبرى التي تشهدها بعض الأنظمة بالمنطقة العربية والإسلاميةاليوم، والتي جاءت حسب رأي المتدخلين كنتيجة حتمية تعكس إفلاس الأنظمة الشمولية ذات النزعةالاستبدادية من جهة، وتؤكد تنامي الوعي لدى الشباب العربي والمسلم باستحالة العيشخارج فضاء الديمقراطية وحقوق الإنسان من جهة ثانية. كما شدد المتدخلون على خطورة ودقة المرحلة السياسية الراهنة التي تمر منها بلادنا، والتي قد تفتح البابعلى مصراعيه للعابثين والانتهازيين للإساءة إلى قيمنا الحضارية والمس بقضاياناالوطنية والسيادية العادلة، خاصة في ظل ما يعرفه الحقل السياسي المغربي اليوم منانتشار لمظاهر المسخ السياسي بشتى صوره، تعيد بنا للأذهان إلى مراحل الزمن السياسيالغابر، زمن صنع الخرائط السياسية وخلق الأحزاب الإدارية المخزنية وتهجين المؤسساتالتعليمية، مما يسيء في العمق إلى الرصيد المهم من المكتسبات التي حققها المغربخلال العشرية الأخيرة، ويهدد النسق السياسي بمختلف المؤسسات والقوانين والأعرافالسياسية المنظمة له . كما اعتبر المشاركون ان تجليات هذه المظاهر طالت حتى المنظومة الجامعية التي تشهدتصاعدا في أشكال الحجر والاحتواء المفروضة على الطلبة ومحاولات ضرب الدور التمثيليللتنظيمات الطلابية، من ذلك الضبط المخزني الغير المعلن للجامعة للحؤول دون مشاركةالطلبة في مختلف الأنشطة والأشكال النضالية، والتحكم في تمثيليتهم الصورية بمجالسالكليات والجامعات، إضافة إلى التصاعد الخطير لحالات التضييق على حرية العملالنقابي للمنظمات الطلابية أتناء أداءها لرسالتها المشروعة في الدفاع عن المصالحالمادية والمعنوية للطلبة، من طرف مسؤولي بعض الجامعات والكليات، مما ينعكس سلباعلى مصداقية مؤسساتنا الجامعية ويفقد الثقة فيها ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنالأمل في تحقيق تغيير حقيقي وملموس ما يزال بعيد المنال. أما فيما يخص حصيلة السياسات التعليمية الحالية فقد اعتبرها المتدخلون نتيجة منطقية لتجاربالتهجين التي طالت الجامعة المغربية قصد إفراغها من محتواها بوصفها وسيلة للارتقاءالاجتماعي وتحقيق التنمية، وشهادة إدانة واقعية في حق تجارب إصلاح راكمت الفشل. تجارب ما فتأت تعيد نفسها في مشهد دراماتيكي ممل، لا يمكن تجاوزه إلا بإخراج كلعمليات الإصلاح من نطاق الصالونات والنقاشات الضيقة بين نخب وأطر تقليدية ، ليتحولإلى هم جماعي وحوار عمومي مفتوح بين كل الفاعلين. وبعد نقاش عميق ومستفيض خلص الاجتماع إلى انتخاب رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثالث والعشرين ، كما تم الاتفاق على ما يلي: * تحديد تاريخ عقد المؤتمر الوطني الثالث والعشرين خلال الفترة ما بين نهاية شهر ابريل وبداية شهر ماي * عقد المؤتمرات المحلية للمكاتب الجامعية في اقرب الآجال مع مراع تمثيلية جميع المستويات والأسلاك داخل المكتب لضمان استمرارية وتوطيد دعائم التجذر الجماهيري لاتحاد. * تشكيل لجن موضوعاتية لتحضير وثائق المؤتمر والتي توزعت على الشكل التالي: **لجنة القوانين ينسقها الأخوين عبد الحفيظ ادمينو وعبد الغني لحلو **لجنة الشؤون النقابية: المنسق الأخ إدريس الشنتوف؛ **لجنة الشؤون السياسية: المنسق الأخ منير البكاري؛ **لجنة الشؤون الثقافية والاعلامية: التنسيق الأخوين عبد الفتاح الفاتيحي وخالد الجازولي؛ **لجنة الأفاق المستقبلية: المنسق الأخ ناصر بنحمدوش **لجنة الديبلوماسية الطلابية والعلاقات الخارجية لاتحاد: المنسق الأخ محمد نوفل عامر. و في الختام تم تلاوة البيان الختامي وتحديد موعد ومكان الدورة الثانية للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لاتحاد الذي ستحتضنها مدينة المحمدية.