ما يقرب من نصف أنواع الكائنات الموجودة على كوكب الأرض يفشل في التعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري التي بات يشهدها العالم، وفقا لدراسة جديدة مثيرة للقلق. وتشير الدراسة الحديثة إلى أن الانقراض الجماعي السادس للحياة الحيوانية في تاريخ الأرض يمكن أن يحدث في أقل من 50 عاما. ووجد عالم الأحياء المتطورة، البروفيسور جون وينز، أن 47% مما يقرب من نحو 1000 نوع عانى من الانقراض محليا ارتباطا بتغير المناخ. وقال البروفيسور وينز: "إن الآثار المترتبة على مستقبل الأحياء خطيرة حيث تبين البحوث أن النباتات والحيوانات لم تتكيف إلا بشكل بسيط مع ظاهرة الاحتباس الحراري لحد الآن". ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى مستويات أعلى من المتوقع بحلول عام 2100 ما لم تُتخذ إجراءات فورية للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقد بحثت الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS Biology في الأوراق البحثية لحوالي 976 نوعا مختلفا من جميع أنحاء العالم، حيث كانت دُرست سابقا مرتين على الأقل: مرة قبل نحو 50 عاما ومرة أخرى في غضون السنوات ال 10 الماضية. وقال وينز: "سبق أن كان هنالك انقراض محلي لحوالي نصف الأنواع، وحدث هذا الأمر بمجرد طُرُوء تغير طفيف على المناخ. ونحن نتوقع زيادة من 2 إلى 5 أضعاف في درجات الحرارة خلال القرن القادم". تناولت الدراسة نحو 716 نوعا مختلفا من الحيوانات و260 نوعاً من النباتات من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وغيرها. وبينت النتائج وجود انقراض محلي وقع بين نحو 47.1% من الأنواع بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وكان هنالك عدد قليل من المناطق على كوكب الأرض لم تتأثر بهذا التغير. ووجد البروفيسور وينز أن الانقراض المحلي المتعلق بتغير المناخ كان "أعلى بكثير" بين أنواع الكائنات التي تعيش في المياه العذبة (بنسبة 74%). ويُعتقد أن المعدل الحالي للانقراض العالمي عند الحيوانات والنباتات سيكون أسرع منه خلال بعض أحداث الانقراض الخامس الكبير في تاريخ الأرض، ولكن لحد الآن لا يمكن مقارنة العدد الإجمالي للأنواع المفقودة في حالات الانقراض التي حدثت عندما قُضي على الديناصورات قبل 65 مليون سنة. ويكمن أحد الأسباب التي دفعت الجيولوجيين للتفكير في إعلان حقبة جديدة من تاريخ كوكب الأرض في حدوث فقدان سريع للنباتات والحيوانات من شأنه أن يكون له تأثير ملحوظ على السجل الأحفوري. وقال البروفيسور وينز: "إن الانقراض العالمي لأنواع بأكملها يحدث حقا، وأعتقد أننا لسنا بعد في مرحلة الانقراض الجماعي السادس، ولكننا نسير في هذا الاتجاه للأسف".