أكد نائب رئيس شركة (بوينغ) للطيران المكلف بالتسويق، راندي تينسيث، مساء أمس الخميس في سياتل (ولاية واشنطن، غرب الولاياتالمتحدة)، أن المغرب يعزز موقعه كبوابة نحو إفريقيا، القارة التي تشهد دينامية، حيث النقل الجوي يعد من القطاعات الواعدة في العالم. وقال تينسيث، في عرض عشية تسليم طائرة "دريملاينر بوينغ" للخطوط الملكية المغربية، "إن الموقع الجغرافي للمغرب والأسطول الكبير للطائرات الذي يتوفر عليه، يجعلانه بوابة رئيسية للسوق الإفريقية"، التي من المتوقع أن تشهد نمو مطردا في السنوات المقبلة. ووفقا لتقديرات عملاق الطيران الأمريكي، فإن السوق الإفريقية، التي لا تمثل اليوم سوى 6 إلى 7 في المئة من الطلب الدولي، تعد بمستقبل مشرق، حيث من المتوقع أن تشهد عمليات الشحن نموا "ملموسا" بنحو 2.8 في المئة على مدى العقدين المقبلين، فيما سيواصل نقل الركاب تسجيل ارتفاع "ملحوظ". ووعيا منه بالنمو الهائل الذي سيشهده القطاع، أكد السيد تينسيث أن المغرب استثمر بقوة في مجال صناعة الطيران، مشيرا إلى أن بوينغ هي واحدة من الشركات متعددة الجنسيات التي تستفيد من هذا التوجه الناجح للمملكة، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي واليد العاملة المؤهلة. وقال .. "نحن من بين العديد من الشركات الأخرى التي تستفيد من اليد العاملة المؤهلة في السوق المغربية"، مشيرا في هذا الصدد إلى إيرباص وسفران وبومباردييه. وأضاف أن "المغرب سيواصل تنمية قدراته في قطاع صناعة الطيران ". يذكر أن المغرب وقع مع شركة بوينغ في 27 شتنبر الماضي اتفاقا يروم خلق نظام بيئي للموردين، مما سيضاعف قدرة قطاع الطيران في المملكة بحلول سنة 2020. وبالنظر إلى النمو غير المسبوق الذي يشهده قطاع النقل الجوي في جميع أنحاء العالم، اعتبر أنه على مدى 20 سنة المقبلة (2016-2035)، فإن شركات الطيران ستحتاج ل 39 ألف طائرة جديدة بقيمة 5 تريليون دولار. وبإفريقيا، القارة المتنامية حيث الناتج المحلي الإجمالي سينمو بنسبة 3.7 في المائة سنويا خلال هذه الفترة، فإن النقل الجوي ينمو بمعدل 6.9 بالمئة. وعلى هذا الأساس، ستحتاج أفريقيا 1150 طائرة بقيمة 170 مليار دولار وفقا لتوقعات بوينغ. واعتبر السيد تينسيث أن "الأسواق الواعدة هي تلك التي تربط الاقتصادات الصاعدة بالبلدان المتقدمة"، لافتا إلى أنه يمكن القول أن "المستقبل المشرق ينتظر هذا القطاع، خاصة في إفريقيا". وأبرز مسؤول العملاق الأمريكي، في هذا الصدد، التموقع "الفريد" لشركة الخطوط الملكية المغربية في مركز الدارالبيضاء لمواكبة هذا التوسع الإفريقي، سواء على صعيد شحن البضائع أو على مستوى نقل المسافرين. وأوضح السيد تينسيث أن "شركة الخطوط الملكية المغربية تتمتع بموقع فريد من نوعه في مراكزها في المغرب، وبدون أي شك فإنها تستفيد من التنمية في إفريقيا والربط التي تقوم بتأمينه عبر المنطقة". وأشار إلى أن "المغرب يقدم الخطوط المباشرة الأكثر سرعة في تجاه إفريقيا، وفي كثير من الحالات، إلى أوروبا. وهذا تموضع مثالي". وأضاف أن " الخطوط الملكية المغربية توجد بكل تأكيد في قلب توسع سوق شحن البضائع ونقل المسافرين. كما أنها تمثل نموذجا في كثير من النواحي." كما أبرز السيد تينسث أن قطاع السياحة في المغرب، الذي يشهد تطورا بفضل رؤية 2020، سيسجل "نموا قويا" في السنوات المقبلة، وسيوفر أيضا دعما إضافيا أساسيا لتحقيق تنمية في كافة الأوجه لشركة الخطوط الملكية المغربية. واقتنت الشركة المغربية خامس طائرتها من نوع بوينغ 787 (دريم لاينر) من شركة الطيران الأمريكية. ومن المقرر اليوم الجمعة تسليم ثالث طائرة للخطوط الملكة المغربية في سنة 2016 في مقر الصانع الأمريكي.