كما كان مُتوقعاً خصّصت وسائل إعلام مصرية حيزاً مُهماً من صفحاتها للزيارة التي قام بها الملك محمد السادس مؤخراً إلى إثيوبيا، وأسهبت في الحديث عن أثرها على العلاقات المغربية المصرية. ففي مقال لها، اعتبرت صحيفة "بوابة القاهرة" المصرية، أن الزيارة الأخيرة للعاهل المغربي لإثيوبيا، "ربما تكون رداً غير مباشر على استقبال القاهرة للوفد الصحراوي والاحتفاء به ومن ثم هجوم الإعلام المصري على الرباط ونشر مزاعم عن تسريب الملك المغربي الراحل الحسن الثاني لموعد حرب أكتوبر لإسرائيل". ذات المصدر، أشار في مقال آخر "أن دعم المغرب لإثيوبيا، بإنشاء مصنع للأسمدة بهدف دعم الأراضي الفلاحية لسد النهضة، طعنة للنظام المصري، ورد على استقبال القاهرة لوفد من جبهة البوليساريو". أما موقع "البديل" المصري فأكد في مقال مُطول له أن "مصالح متبادلة تجمع المغرب وإثيوبيا في المرحلة الراهنة تعزز من فرص التقارب والتعاون بين الجانبين، فمن ناحيتها تسير الرباط نحو تعزيز فرصها للعودة للاتحاد الإفريقي من خلال بوابة أديس أبابا (المقر الرئيسي للاتحاد الإفريقي)، وعلى الجانب الآخر ترغب إثيوبيا في حشد أكبر قوى عربية وإفريقية لدعم مشاريعها التنموية، خاصة مشروع سد النهضة، الأمر الذي يطرح سؤالًا عن مدى تأثير هذا التعاون على المصالح المصرية". وأضاف ذات الموقع أن هذه الزيارة الملكية تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية المغربية "توتراً مكتومًا" على إثر استقبال القاهرة الشهر الماضي لوفد من البوليساريو. يُشار أن العلاقات الإثيوبية المصرية صارت على المحك منذ سنوات، وذلك بعدما قررت إثيوبيا بناء سد على مجرى نهر النيل الأزرق الذي يعد من بين أهم روافد نهر النيل؛ إذ تتخوف مصر من تأثير سد النهضة، على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب).