تبدأ أزمة الأربعين بمرحلة شك وضياع شديدين إذ أنها مرحلة الوعي بمسار حياتنا، ويحدد الأطباء النفسيون هذه الفترة ما بين 35 و55سنة، وفي المتوسط 38 سنة. تكون هذه المرحلة مصاحبة بإحساس بالخنق والإحباط، كما تراود الشخص أفكار مرضية ويصبح عصبياً لكونه فعل أو لم يقم بفعل أشياء معينة وكل هذه الأحاسيس سائدة في هذه الفترة. أما فيما يخص النساء، فنتحدث غالباً عما يسمى "بعش فارغ"، إذ بعد أن استثمرت طاقتها الجسدية والروحية في تربية أبناءها، تحس بعدم القدرة على تقبل كون أبنائها قد صاروا بالغين وحان وقت رحيلهم سواء أكان الأمر يتعلق بزواجهم أو اضطراهم للرحيل بسبب الدراسة أو العمل. حينها تصير المرأة منكسرة وينتابها الإحساس بأنها أصبحت لا شيء ويمكن لذلك أن يصل إلى التأثير على العلاقة الزوجية. وهناك شيء مهم كذلك وهو اقتراب سن اليأس، الذي يمكنه أن يؤثر سلباً على نفسية المرأة وشعورها بالخوف من الشيخوخة وفقدانها لأنوثتها وأنه لم يعد مرغوباً فيها. أما بالنسبة للنساء العازبات أو المطلقات، أزمة الأربعين بصفة عامة هي صدمة صاعقة حيث يشعرن أن قطار الحياة فاتهن ويدخلن في حالة من اليأس. اتخاذ الشريك ككبش للفداء!
توصف هذه الأزمة عادة بالانطواء، حيث يتم الشعور بالرغبة في الفرار ويصبح الشريك كبشاً للفداء. يليه نفور جسدي وفقدان للرغبة الجنسية، التواصل والمشاركة. وبالتالي ما كان في الأول أزمة شخصية، يصبح أزمة حقيقية بين شخصين، لذلك يجب الحرص على عدم أخذ الأمر ببساطة والقيام بوضع حد للأشياء. أهمية التحدث للخروج من حالة الانطواء
إنه لمن الضروري التحدث إلى الشريك واطلاعه على مخاوفك الشخصية واحتياجاتك قبل أن يتحول الأمر إلى مشكل كبير. فإن لم يكن يستمع لك أو لا يفهمك، يجب القيام برد الفعل واستشارة شخص تثق به لأنه لا يمكنك عيش حياة زوجية دون أن يسمعك أو يفهمك شريكك. فدور الشريك في الحياة هو الدعم في اللحظات الصعبة وتقلبات الحياة، ومن الأمور الجيدة أيضاً في العلاقة بين الشريكين، التحدث إلى أقارب وأصدقاء شريك حياتنا للخروج من الانطواء. لكن إذا تطور الأمر واحسست أنه أصبح من الصعب العيش وسط محيطك، عليك فوراً استشارة مدرب أو معالج نفسي وعدم إهمال الأمر فهو بإمكانه مساعدتك واخراجك من حالتك النفسية.