شهدت كل من جماعة الكنتور و اليوسفية فيضان بوادي سيدي أحمد و كشكاط مساء يوم الأحد مما خلف خسائر بشرية و أخرى مادية مهولة. حيت جرفت المياه القادمة من الدواوير المجاورة كل شيء أتى في طريقها من أشجار و سيارات و حافلات. وشهدت الحادثة وفاة طفلة صغيرة عمرها 10 سنوات تم دفنها يوم الثلاثاء مساءا في ما يزال البحث مستمرا لحدود الساعة عن جثة أبيها المفقود جراء السيول التي عرفتها جماعة سيدي أحمد. ولقد تم إلغاء الحصة الدراسية المسائية ليوم الاثنين بالمؤسسات التعليمية في ظل أخبار لم تكن صحيحة و مؤكدة حول فيضان قادم من جديد. الأسئلة المطروحة هنا هي: من المسؤول عن موت الضحايا؟ ولماذا لم تقم السلطات المعنية بإجاد حل استباقي لهذه الكارثة علما أن الأودية التي شهدت هذه الفيضانات معروفة على صعيد الإقليم؟ و أين هو حق الساكنة في بنية تحتية نظرا للثروة الفوسفاطية التي تستغلها مجموعة المكتب الشريف للفسفاط منذ الاستعمار الفرنسي؟ البنية التحتية لكل مناطق الإقليم بما فيها الدواوير المجاورة المتضررة من الفيضان أيضا تبقى كارثية. ولم تشهد المنطقة إلا إصلاحات ترقيعية على مستوى الأحياء و الطرق بعد هبوب رياح احتجاجات 20 فبراير وما عرفته تلك الفترة من حراك شبابي ضد الوضع القائم. و تجدر الاشارة إلا أن عدد من القناطر التي توجد على الطريق الرابط بين اليوسفية و سيدي أحمد في اتجاه مدينة مراكش لم يكن لها أي دور في تحديد مسار السيول للحد من اقتحامها للساكنة أو الطرق الرئيسية سواء بسيدي أحمد أو اليوسفية، حيث تغير مجرى المياه كما اتضح في مقاطع فيديو نشرت على صفحات الفيسفوك و مواقع أخبارية وطنية. وهنا نطرح سؤال مهم: كيف تقوم الدولة المغربية بانشاء ما يسمى بجسر محمد السادس كأكبر جسر معلق في إفريقيا و عدد من الطرق السيارة و البنى التحتية في المدن الكبرى في حين يعيش سكان إقليماليوسفية تحت رحمة بنية تحتية كارثية. لو كانت هناك جسور أو قناطر ما كنت لتقع هذه الكارثة حيث يتم تحديد مجرى خاص بالمياه. ولو كان هناك سد منيع لكانت هناك استفادة من هذه المياه خصوص أن المنطقة تعرف جمودا للنشاط الزراعي، في حين أن مجموعة المكتب الشريف للفسفاط تستغل أراضي الفلاحين المغلوب على أمرهم و تشتريها بثمن بخس مقارنة مع الفسفاط الذي تستخرجه.
لا بد من فتح تحقيق دقيق حول أسباب هذه الكارثة التي راح ضحيتها أب و طفلته الصغيرة وخسائر مادية مهولة. كما يجب أن تخرج السلطات المعنية عن صمتها في ما يخص ملابسات هذه الكارثة. وفي ظل غياب دور الفاعلين في المجتمع المدني عن الواقعة، متى ستستمر الدولة المغربية في استغلال الثروة الفسفاطية للمنطقة في حين أن الساكنة تزداد فقرا و تهميشا و موتا بطيئا؟