كشفت عملية انتخاب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب (هيئة أرباب الأعمال) عن القدرة الفائقة التي تتمتع بها سيدة الأعمال مريم بن صالح شقرون. فقد شارك في التصويت 3500 عضو، فيما لم تتجاوز أعلى مشاركة في جميع الانتخابات السابقة 1500 صوت. وحصلت مريم بن صالح على 96.8 في المائة من الأصوات لتصبح أول سيدة في المغرب والعالم العربي تنجح في تحطيم أعتى السقوف الزجاجية وتصبح رئيسة رؤساء الأعمال. وعلى الرغم من أهمية الحدث في حد ذاته، فإن انتخاب مريم بن صلاح شقرون رئيسة لاتحاد رجال الأعمال المغاربة لم يشكل مفاجأة، نظرا لجديتها والتزامها ووزنها الكبير في مجتمع المال والأعمال بالمغرب. فما إن أعلنت مريم بن صالح عن ترشيحها لرئاسة اتحاد رجال الأعمال المغاربة، في منتصف الشهر الماضي، حتى أعلن محمد حوراني، الرئيس السابق للاتحاد، عن سحب ترشيحه لولاية ثانية بعد أن كان يتوفر على كبر حظوظ الفوز. وتبعه في ذلك منافسه القوي محمد حفضي رئيس اتحاد شركات النقل واللوجيستيك، ليصبح باب رئاسة اتحاد رجال الأعمال المغاربة مفتوحا على مصراعيه أمام المرأة الحديدية، كما يسميها البعض، باعتبارها المرشح الوحيد للمنصب. مع بداية الشهر الجاري أطلقت بن صالح حملتها الانتخابية عبر جولة في المغرب للتعريف ببرنامجها الانتخابي وشحذ التأييد له. وضعت بن صالح حملتها تحت عنوان التغيير، وضمن أولوياتها إعادة صياغة ميثاق المقاولة، تقوية الصناعة المغربية وتنافسية الشركات، إيجاد حلول لمعضلات التمويل والمشكلات التي يعاني منها مناخ الأعمال والاستثمار في المغرب، الاهتمام بالمشاريع الصغرى وقضايا تشغيل الشباب. وكانت النتيجة المشاركة القياسية في الانتخابات التي جرت الليلة قبل الماضية في الدارالبيضاء، والنسبة التي فازت بها. خلال مسارها رفعت مريم بن صالح، التي ولدت في 1962 في الدارالبيضاء، العديد من التحديات، خاصة تحطيم «السقوف الزجاجية» التي تحول دون دخول الفتيات لمجالات مخصصة عادة للرجال. فعلى رأس هواياتها قيادة الطائرات وركوب الدراجات النارية الكبيرة، وهي معروفة بولعها لدراجات هارلي دافيدسون. واستطاعت في عام 1993 الفوز بلحاق السيارات عائشة للغزلان، الذي يعتبر من أصعب اللحاقات في المغرب. كما أنها لاعبة غولف من الصنف الأول. وفي مجال الأعمال، بدأت مريم بن صالح مسارها المهني بالعمل في مؤسسة بنكية بعد دراسات عليا في باريس بفرنسا ثم في جامعة دلاس بأميركا، قبل أن تعود للمغرب وتتولى رئاسة مجلس إدارة مجموعة هولماركوم المالية التي تملكها عائلة بن صلاح، إضافة إلى رئاسة العديد من الشركات، والتي استطاعت ترقيتها وتطويرها، خاصة شركة ولماس وسيدي علي للماء المعدني المدرجة في بورصة الدارالبيضاء. وهي أيضا عضو في مجلس البنك المركزي المغربي، ورئيسة المركز الأوروبي المتوسطي للوساطة والتحكيم. وتنشط مريم بن صلاح في عدد من الجمعيات الأهلية. ويعود لها الفضل في إطلاق مهرجان الدارالبيضاء وتطويره، وكذلك مهرجان كادير. وهي متزوجة جمال شقرون ولها منه ثلاثة أبناء.