أسدل الستار مساء أمس الجمعة، على فعاليات الدورة الأولى لمهرجان "كانكا النخيل.. طاطا ملتقى شعوب الواحات"، الذي نظم على مدى يومين من طرف "جمعية طاطا تامورانت الإنسان والبيئة". ويندرج تنظيم هذا المهرجان في إطار الدينامية التي تعرفها مختلف مناطق المملكة قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، الذي ستنطلق أشغاله يوم 7 نونبر الجاري في مدينة مراكش، حيث يعتبر إقليم طاطا من بين المناطق المغربية التي يتواجد بها عدد من الواحات، والتي تشكل تراثا بيئيا وحضاريا جديرا بأن يحظى بالاهتمام في ظل النقاش الدائر حول العناية بالمجالات الإيكولوجية الهشة ومن ضمنها المجال الواحي. وتميز هذا المهرجان، الذي ترأس حفل افتتاحه عامل طاطا، السيد حسن خليل، وحضره على الخصوص رئيسا المجلسين البلدي والإقليمي لطاطا، بتقديم سهرة متنوعة شاركت في إحيائها مجموعة من أطفال طاطا الذين تغنوا بموضوع "الواحة"، إلى جانب فرق تراثية أدت لوحات متنوعة لفن "كناوة"، وفن "كانكا" الأصيل الذي تشتهر به هذه المنطقة. وقد عرف المهرجان تنظيم ندوتين خصصت الأولى لمناقشة موضوع "التغيرات المناخية كمحرك للهجرة"، حيث سلط المتدخلون في هذه الندوة الضوء على الهجرة في المناطق الواحية باعتبارها نتيجة لاختلالات سوسيو-اقتصادية ومجالية وبيئية، الشيء الذي كان يستوجب وضع استراتيجيات تتلاءم مع الواقع الذي نتج عن هذه الاختلالات، والحيلولة بالتالي دون حدوث عمليات نزوح لسكان الواحات نحو مناطق أخرى بحثا عن ظروف أفضل للحياة. أما الندوة الثانية، فقد خصصت لتناول موضوع "البناء الإيكولوجي.. قليل من الطين من أجل البيئة" حيث تم التطرق بالمناسبة للتجمعات السكنية المميزة للمجال الواحي والمعروفة باسم "القصور"، والتي تعرف تدهورا متواصلا منذ عقود خلت، لدرجة أن العديد من هذه البناءات الطينية أصبح عبارة عن أطلال تبعث على الأسى. ونبه المتدخلون في هذه الندوة إلى أن الحالة المأساوية التي أصبحت عليها العديد من "القصور" في مناطق الواحات تندرج بدورها ضمن المسببات المساهمة في الاختلالات البيئية الواحية، ومن تم أصبح من الضروري سن إجراءات استعجالية من أجل رد الاعتبار لهذا الجزء من الموروث الوطني المتشكل من البناء الإيكولوجي. وعلاوة عن هاتين الندوتين، شكل تنظيم الدورة الأولى لمهرجان "كانكا النخيل: طاطا ملتقى شعوب الواحات" فرصة للتوعية الواسعة بالأخطار التي تحف بالمجالات الواحية، إلى جانب التعريف بمؤهلاتها وثرواتها الطبيعية، سواء في إقليم طاطا، أو في باقي أقاليم الجنوب الشرقي للمملكة التي تتواجد بها الواحات، حيث تم تسخير وسائل مختلفة لأجل هذه الغاية من ضمنها عروض مسرحية، وأشرطة سمعية بصرية.