كشف الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الجنرال شلومو غازيت أن إسرائيل حصلت على تسجيلات القمة العربية الخاصة التي عقدت في المغرب عام 1965 لبحث جاهزية العرب لمحاربة إسرائيل. و قال شلومو غازيت في حوار صدر نهاية الأسبوع الجاري على صحيفة " يديعوت أحرونوت" العبرية "يجب على كل من في إسرائيل أن يشكر المغرب على مساعدته الجيش الإسرائيلي في حرب الستة أيام". وأضاف ذات المصدر، أن المغرب سرب تسجيلات لقاء مهم جمع القادة العرب لمناقشة ما إذا كانوا مستعدين لخوض الحرب ضد "دولة العدو" سنة 1967. وخلال الحوار الذي أجراه معه الخبير الأمني رونين بروغمان ونشر في الصحيفة العبرية، قال غازيت إن تلك القمة شهدت مشاركة وزراء الدفاع العرب وقادة جيوشهم وهيئات أركانهم ورؤساء أجهزتهم الأمنية، حيث قدموا استعراضا تفصيليا وإحصائيا لعديد القوات والقدرات والإمكانيات والخطط العسكرية. وأضاف أن هؤلاء لم يعلموا أن مداولاتهم الخاصة من وراء الكواليس تم نقلها أولا بأول إلى تل أبيب، حيث استمع إليها رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك ليفي أشكول ورئيس الموساد مائير عميت بعد تحليلها وترجمتها، "وقد اعتبرت هذه العملية الأمنية من أهم الإنجازات الاستخبارية في تاريخ إسرائيل". وأشار غازيت إلى أن إسرائيل اكتشفت خلال هذه القمة "وجود خلافات حادة بين ملك الأردن الحسين بن طلال ورئيس مصر جمال عبد الناصر، حيث تجادلا بصوت مرتفع مما ساعد إسرائيل على التعرف على الكثير من طريقة تفاهم العرب، والآليات المطلوبة للاستعداد للمواجهة معهم، وأخذ ذلك بجدية حقيقية، لأن الشعارات التي كانت تسمع في الدول العربية حول الوحدة العربية في مواجهة إسرائيل لم تمثل موقف الإجماع العربي آنذاك". وأكد الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن هذه التسجيلات كان لها فضل كبير في أن كشفت لإسرائيل "عدم وجود جاهزية عربية حقيقية للحرب معها، كما ساعدتنا على كيفية تحقيق الانتصار على مصر من خلال اكتشافنا أن الجيش المصري في حالة ترهل وليس مستعدا لخوض الحرب". من جهة أخرى، كشف غازيت أن الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز الذي رحل قبل أيام أرسله عندما كان رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية في إسرائيل لإجراء مباحثات سياسية مع الزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات، لكن بيريز طلب منه أن يبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك إسحق شامير أن المباحثات تدور حول تبادل أسرى ومفقودين إسرائيليين.