انطلقت الجمعة أولى المقاتلات الفرنسية من حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول لتباشر مشاركتها في العمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" من شرق البحر المتوسط، وتنضم إلى الاستعدادات الدولية القائمة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من التنظيم الجهادي. وتستطيع هذه المقاتلات شن غارات أو القيام بعمليات استطلاع، في العراق أو في سوريا. وهذا ثالث تدخل لحاملة الطائرات شارل ديغول (24 طائرة من نوع "رافال مارين"، تضاف إلى 12 طائرة أخرى "رافال" موجودة أصلا في الأردن والإمارات العربية المتحدة) في إطار التحالف الدولي من أجل التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" منذ شباط/فبراير 2015. وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" استولى على مناطق كثيرة من الأراضي العراقية شمال بغداد وغربها في 2014 إثر هجوم صاعق، وجعل من الموصل، المدينة الثانية في العراق، معقله الرئيسي. وبعدما استعادت مساحات شاسعة من الأراضي منذ سنتين، باتت القوات العراقية تستعد لاستعادة هذه المدينة في شمال البلاد، بدعم من التحالف الدولي. لذلك حان وقت التعبئة قبل شن هذا الهجوم الأساسي. ويقول عدد كبير من المسؤولين الغربيين إن هذا الهجوم الكبير للتحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، يمكن أن يبدأ في تشرين الأول/أكتوبر، على أمل استعادة المدينة قبل نهاية السنة. ويفيد آخر التقديرات التي وزعتها وزارة الدفاع الأمريكية، أن ما بين 3000 و4500 مقاتل من تنظيم "الدولة الإسلامية" موجودون في الموصل في الوقت الراهن. وقد شنت فرنسا حوالى 5% من إجمالي غارات التحالف (15،310) منذ صيف 2014، وتعتبر واحدة من كبار المشاركين في العمليات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنها تأتي بعد الولاياتالمتحدة التي تقوم بحوالى 80% من الغارات. وتقوم الولاياتالمتحدة بتحضيراتها أيضا. فقد وافق الرئيس باراك أوباما الأربعاء على إرسال حوالى 600 جندي إضافي إلى العراق، بالإضافة إلى 4600 جندي موجودين في البلاد. وعدا عن جمع المعلومات، ستكون مهمة هذه التعزيزات تقوية القدرات اللوجستية للجيش العراقي، وخصوصا في قاعدة الأسد الجوية الكبيرة في محافظة الأنبار (غرب). ومن الجانب الفرنسي، ينتشر حوالى 500 جندي حتى الآن في العراق. وهم يقدمون دعما مدفعيا ويضطلعون بدور استشاري لدى البشمركة (المقاتلون الاكراد) في الشمال أو يقومون بتدريب وحدات النخبة العراقية في بغداد. وبالإضافة إلى الجوانب العسكرية، تطرح معركة الموصل تحديا إنسانيا تعمل الأممالمتحدة على معالجته. وقال مندوب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في العراق، برونو غيدو الخميس، إن "أكثر من مليون شخص يمكن أن يتعرضوا للتهجير خلال الهجوم المقبل، ونتوقع أن يحتاج 700 ألف شخص على الأقل إلى مساعدة على صعيد الملجأ والمواد الغذائية والماء". وقد أقامت المفوضية العليا للاجئين حتى الآن مخيمات تحسبا لهذا التهجير الجماعي، لكنها تحتاج إلى أراض وأموال ووقت لبناء مخيمات أخرى.