من بين المظاهر السوداء التي أضحت في استفحال متزايد بمدينة الدارالبيضاء ، تمادي عدد كبير من المحلات التجارية في الترامي على الملك العمومي ، حيث تم الاستيلاء على مساحات كبيرة مخصصة لعموم المواطنين ، خاصة الفضاءات الخضراء و مواقف السيارات التي أضحت ملكا خاصا لهذه المحلات ، و بطبيعة الحال ، أمام أعين السلطات المحلية المسؤولة على مراقبة هذا القطاع . و الصورة التي بين أيدينا من شارع " البرانس " ، هي نموذج مصغرة لسلسلة من النماذج السوداء التي شوهت وجه و جمالية مدينة الدارالبيضاء ، و تحولت شوارعها إلى فوضى عارمة ، حيث لم يكتف صاحب هذا المحل التجاري بالتطاول على الملك العام كما توضح الصورة ، بل امتد تطاوله ليشمل مساحات مخصصة لركن السيارات . و في غياب دور السلطات في قمع متلك هذه السلوكيات غير القانونية ، و زجر مرتكبيها ، يستبيح العشرات ، بل المئات من أصحاب المحلات التجارية لأنفسهم الترامي على الملك العام ، دون خوف أو على الأقل مراعاة حقوق الغير من المواطنين الذين يضطرون في ظل هذه الاشكالية إلى السير فوق الطريق العام إلى جانب السيارات ، الأمر الذي عرض و مازال ، يعرض حياة العديد من الراجلين للخطر المحقق ، خاصة الأطفال منهم ، فإلى متى سيستمر هذا الصمت غير المبرر للمسؤولين بمدينة عملاقة اسمها الدارالبيضاء ؟