كدت دراسة أوروبية أن هناك 29 مليون سيارة حديثة تسير بمحركات ديزل ذات انبعاثات ضارة بالبيئة بشكل مبالغ فيه. وحسب الدراسة التي أعدتها منظمة النقل والبيئة وأعلنت نتيجتها اليوم الاثنين في بروكسل فإن ألمانيا وحدها بها 5.3 ملايين من هذه السيارات التي تمثل عبئاً على البيئة. وأوضح معدو الدراسة أنهم يعنون بهذه السيارات التي تمثل خطراً على البيئة السيارات الشخصية وسيارات الركاب التي تحصل على ترخيص سير منذ عام 2010 بعد أن اجتازت الاختبارات المطلوبة لذلك في إطار معايير الانبعاثات الخاصة بسيارات الديزل فئة يورو 5 و يورو 6 ولكنها تتسبب في انبعاثات أكاسيد النتروجين أكثر من المسموح به ثلاث مرات. وقال معدو الدراسة إن ذلك ينطبق على أربع من كل خمس سيارات من موديل يورو 5 على 2 من كل 3 سيارات يورو 6. وجاء الإعلان عن نتائج الدراسة اليوم تزامناً مع الذكرى الأولى لفضيحة انبعاثات سيارات فولكسفاغن في الولاياتالمتحدة. كما استعان معدو الدراسة بالبيانات الخاصة بمنظمة " Emission Analytics"البريطانية المعنية بتحليل انبعاثات السيارات والتي أعدتها المنظمة بالنسبة لبعض علامات السيارات. ثم قام معدو الدراسة بتجميع البيانات الخاصة بأعداد سيارات الديزل التي حصلت على ترخيص في أوروبا منذ عام 2010. وتبين من خلال الدراسة أن سيارات الديزل من إنتاج فولكسفاغن التي تدرج تحت معيار يورو 6 حصلت على ترتيب جيد بين بقية السيارات التي صنفت تحت نفس المعيار. فرغم أن هذه السيارات تتسبب خلال سيرها في الظروف الطبيعية في ضعف المسموح به لسيارات يورو 6 من انبعاثات أكاسيد النيتروجين إلا أن سيارات أوبل وفوكسهول تسببت في أكثر من عشر أمثال العوادم المسموح بها لهذه الفئة في حين أن سيارة رينو نيسان تتسبب في انبعاثات تزيد عن 14 ضعف ما هو مسموح به. بل إن انبعاثات أكاسيد النيتروجين لدى سيارتي فيات وسوزوكي تبلغ 15 ضعفاً حسبما أكد معدو الدراسة. ويعلم الخبراء منذ وقت طويل أن اختبارات الانبعاثات التي يعتمد عليها عند منح تراخيص السيارات تتم في ظروف غير واقعية لأن هذه الظروف تكون مثالية جداً مما يجعلها تسفر عن نتائج غير حقيقية عند مقارنتها بظروف السير العادية. كما اعترفت شركة فولكسفاغن قبل عام بأنها استخدمت برمجيات لتجميل هذه النتائج بشكل إضافي.