ممالا شك فيه أن الزمن الراهن زمن تسخينات انتخابية لذي الجميع، من رؤساء الجماعات الترابية المغلوب على أمرهم في فهم جدلية السياسة. وما يحيط بها من خيوط محبوكة تفوق تصوراتهم وتفوق طموحاتهم ، وأيضا لذي بعض المجتهدين المتعلقين بلعبة الكرسي المقدس الذين لا يجدون بدا من الركض هنا وهناك بغية اجاد الوسيلة المثلى لمعانقة الغالي الرخيص(الكرسي). أيضا هذه التسخينات التي أشعلت رؤس زعماء بعض الأحزاب شيبا وعلى رئسهم ابن كيران و إلياس العماري وغيرهم من الزعماء السياسين ، لكن ما حيرني كعاشق لوطني ويهمني أن اقرأ واقعه وزمنه الأتي لأني واحد من أبنائه هل فعلا استطاع عبد الإله ابن كيران أن يصنع نموذجا للخطاب الشعبوي المتفرد وهل إلياس العماري القادم بثقله يحاول استلهام النموذج البنكيراني كما فعلت زوجة دولاند ترام "ميلانيا ترامب" مع زوجة اوباما "" مشيل اوباما"؟. لكن ليس لهذه الدرجة من التطابق فالعماري معروف بنوعية خطابه السياسي المتميز فالرجل ليس وليد اللحظة سياسيا، والمتتبع لما قاله العماري في احد البرامج التلفزية ونوعية الوعود التي بدأ يقدمها لحملة حزبه للانتخابات السابع من أكتوبر سيجده يسبح في نفس المجرى الذي يهواه المحترف ابن كيرا ن و رجل المرحلة الماضية لحزبه من جهة ولنا كمغاربة من جهة أخرى. لان الجميع يعلم كيف وصل هذا الرجل الشعبوي إلى قمة هرم حزبه، فبعدما كان سعد الدين العثماني أمينا عاما أجمعت كل الفعاليات من داخل الحزب في لحظة أن هذا الأخير لا يصلح للمرحلة فالرجل يتميز بخطابه الهادئ ولغته العميقة التي لن ولن تستطيع الوصول إلى شرايين المجتمع المغربي المتميز بنموذجه المركب اجتماعيا واقتصاديا وخصوصا فقرائه وأميوه بالدرجة التي يمكن أن تقود أي حزب وحزب هذا الرجل بالضبط إلى تزعم الانتخابات التشريعية 25نونبر2011 وأيضا فالعثماني هادئ ، متعقل، حكيم، قليل الكلام ، ومن منظور مجتمعي فقليل الكلام والهادئ متكبر لا يصلح لدخول الانتخابات عكس المبتسم الضاحك المتواضع بكل بساطة انه " ابن كيران" المتميز بهذه الصيفات التي خولت له قيادة الحزب ومعه الحكومة لولاية تشريعية أولى كاملة فهل سينجح في الاستمرار وهل سينجح خطابه في إمالة فئات لها قاعدة جماهيرية عريضة إن لم نقل أنها الفئة المصوتة بامتياز؟ أم أن إلياس العماري إستصاغ نوعية الخطاب وأصبح يطقنه ليلعب على نفس الوتر أي نفس الخطاب للوصل على الأقل بحزبه إلى مصاف الإسلاميين على حد قوله لأنه الأمين العام الحالي والقانون الداخلي يمنعه من الجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة الحزب. سيقول البعض إن ابن كيران ليس العماري وان التاريخ السياسي لكل منهما مختلف فعلا كلام منطقي وصحيح، لكن في السياسة لا يوجد حزب ملائكة وحزب شياطين وخاصة ابان زمن التسخينات الانتخابية فالمعطيات تتغير من لا يصلي يصلي ومن لا يلقى السلام يسلم الخ... ما يهم هو نوعية الخطاب المستعمل، فلا احد له تاريخ ابيض والكل يسعى إلى معانقة الكرسي المقدس لأنه إن تعددت الوسائل من الحملة مرورا بنوعية الخطاب فالغاية تبقى واحدة عند الجميع.