قال موقع CNN بالعربية أن الرسالة الخاصة التي بعث بها الملك محمد السادس إلى نظيره الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، وضعت حدا لحالة الجمود، التي ميّزت العلاقات الجزائرية المغربية بعد سنوات من الجفاء الذي طبعها، بفعل تباين مواقف البلدين حيال عدة قضايا محورية. واستقبل رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال أول أمس الجمعة، مبعوثي الملك محمد السادس، الوزير المنتدب للشؤون الخارجية ناصر بوريطة، ومدير "الادارة العامة للدراسات و المستندات" ياسين المنصوري. وقال بيان لرئاسة الوزراء الجزائرية، إن لقاء سلال مع بوريطة "تناول العلاقات الثنائية وسمح بتبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجهها إفريقيا". و سمح حضور عن الجانب الجزائري المنسق العام لأجهزة الأمنية عثمان طرطاق وعن الجانب المغربي مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري بتناول قضايا "الأمن الإقليمي، لاسيما مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة والمسائل المتعلقة بالهجرة وإشكالية التنمية"، وفقا لذات الوكالة. و أوضح موقع CNN بالعربية، أن قراءات الخبراء تقاطعت حول الزيارة الأخيرة في حجم التهديدات الأمنية التي باتت تهدد المنطقة المغاربية من قبل داعش، وهو ما ذهب إليه الباحث الجزائري في العلوم السياسية الدكتور بوحنية قوي، إذ يعتبر في حديثه لذات الموقع ، أن "التهديدات الأمنية ومنها خطر داعش يمثل حقيقة اتجاها راديكاليا من شأنه أن يحتم تكثيف التواصل الأمني". وضمن هذا المنوال، تحدث الباحث المغربي الدكتور عبد الإله السطي لCNN بالعربية، عن "التحديات الأمنية التي يجابهها البلدين، لاسيما مكافحة الجريمة الدولية المنظمة والمشاكل المترتبة عن الهجرة غير الشرعية"، وهو ما يسمح للبلدين، حسب السطي، في "تجاوز حالة الجفاء التي تطبع العلاقة الدبلوماسية بين البلدين منذ سنين عديدة". و تأتي الزيارة في سياق "تحركات الدبلوماسية المغربية الأخيرة، مع مجموعة من البلدان الإفريقية الفاعلة ونظرا للدور المحوري للجزائر داخل الاتحاد الإفريقي، فالمغرب أيضا يريد للجزائر بما تقتضيه التقاليد الدبلوماسية أن تكون شريك في استعادة المغرب لمقعده داخل الاتحاد الإفريقي"، على حد تعبير السطي. و قلّل بوحنية من قيمة النوايا والرسائل السياسية التي اعتبرها تدخل "ضمن التسويق السياسي للعلاقات الدبلوماسية العامة"، داعيا إلى "تحويل الزيارات والخطابات إلى اتفاقيات شراكة لحماية الأمن المشترك وتعزيز العلاقات الاقتصادية أضحى أكثر من ضرورة".