" يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش " هو مثل شعبي مصري ينطبق على الصورة المهزوزة والبهلوانية التي أصبحت عليها حكومة الذئاب الملتحية . إذ يسنون قانون منع البلاستيك في الليل ويستوردون نفايات سامة بالنهار. قبل أيام كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان " المال قبل المناخ " تفاعلا مع قانون #زيو_ميكا ، أشرت فيه أن الجلبة الانية حول الإهنمام بالبيئة والمناخ مجرد فقاعات صابون لا يحركها سوى منطق الرأسمال أولا وأخيرا. ناهيك عن الاف الأسر التي تفقد مصدر رزقها خن قرار منع تداول البلاستيك وإنتاجه وأن الإهتمام الزائد بما يسمى بالطاقات الخضراء أو النظيفة إنما لتحقيق أرباح طائلة من بيع تقنيات ولوجستيك باهض الثمن تحت ذريعة فلننقذ الأرض. فالصين مثلا أكثر من يتسبب في نشر ثاني أوكسيد الكاربون في الجو ، لم تصادق على بنود توصيات الكوب 21 بفرنسا السنة الماضية القاضية بالإلتزام بالتخفيض من الإنبعاثات الغازية السامة والمسخنة للأرض. يومين من كتابة المقال ، وقعت الحكومة على إتفاقيةإستقبال نفايات ، سامة ، من نابولي بمبرر إحراقها وإستعمالها كقوة طاقية كبيرة في معامل إنتاج الإسمنت. طبعا هذه الصفقة لم تكن مجانية بل مقابل ملايين الأوروهات تلقتها الحكومة المغربية من الحكومة الجهوية لنابولي. هذه الصفقة المشؤومة التي أظهرت المغرب بمظهر زبالة العالم المتقدم ، أبانت بالملموس تناقضات الرجل الأروبيبإدعاءه أنه عراب البيئة من جهة. ومن جهة أخرى كشفت الوجه البشع للحكومة المغربية وأماطت اللثام ، بسرعة كبيرة ، عن كذبها عن المواطن المغربي بخصوص الرغبة في حمايته وحماية محيطه البيئي من أخطار البلاستيك ( الميكا ) عن طريق القانون رقم77.15 والمثير في زيرو ميكا والذي يؤكد المنطق الربحي لهذا القانون ، نجد مثلا السوبر ماركت مرجان التابع للهولدينغ الملكي إستغل الفرصة ليبيع زبناءه أكياس التبضع بدرهم إلى درهم ونصف للكيس. ثنائية المال والبيئة هذه ، جعلتني أتذكر وأستحضرجملة دائماكنتأرددها ، بالجامعة ، خلال ندوات بيئية بمناسبة الإحتفال بيوم الأرض. حيث كنت أقول " هناك شركات ضخمة وراء الإهتمام بالبيئة ، فدعوا البيئة وشأنها فهي قادرة لوحدها عن ترميم نفسها بنفسها ولملمة جراحها بتقنية ذاتية صرفة " ويبدو أنني على حق فدراسة بريطانية حديثة أكدت أن ثقب الأوزون بدأ في الإنسداد شيء فشيء. ومن المهم التأكيد أن الإحتجاجات والصيحات الشعبية والحقوقية ضد النفايات الإيطالية ليست مزايدات أو شعبوية ، كما يحاول مريدي الحكومة القول بذلك ، بل هي تنديدات منطقية والدليل أن أصوات ساكنة نابولي ترفع لتخليص محيطها من تلك النفايات السامة ، المنقولة للمغرب ، التي أدت إلى إصابات بالسرطان. والباعث على السخرية في سياسة زيرو ميكا ، نجد مثلا العقوبات القاسية التي واكبت خرق هذا القانون ، مما جعل العديد من المغاربة يتندرون بسخرية سوداء ويقولون " فقط في المغرب عقوبات إستعمالالميكة أكثر خطورة من الإتجار في المخدرات أو تهريب الثروة للخارج " تناقضات زيرو_ميكاوإستقبال الأزبال الإيطالية ، في الحقيقة تتعدى الجانب البيئي لتمس بهيبة الدولة ومصداقيتها أمام المواطن بالنسبة للتشريع القانوني. بل تكشف بالملموس غياب رجال دولة في هذه الحكومة البئيسة ، وتزيد من عزوف وغضب المواطن عن الأحزاب أحزاب ميكا والكارطون كما يقال في الدارجة. " عيش نهار تسمع خبار " منع الميكا وإستقبال النفايات.