شكل مشروع مذكرة تفاهم وتعاون بين مجلس المستشارين والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لإدماج اللغة الأمازيغية ضمن أشغال المجلس، محور اجتماع عقده أمس الثلاثاء بالرباط، وفد عن المجلس مع عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وأوضح بلاغ للمجلس أن حميد كوسكوس، الخليفة الثالث لرئيس المجلس، أكد بالمناسبة أن هذا اللقاء، الذي يأتي بمبادرة من مجلس المستشارين، يندرج في سياق تفعيل قرار لمكتب المجلس يتعلق بتوفير كل الترتيبات العملية للبدء في تنزيل مقتضيات أحكام الدستور الخاصة باللغة الأمازيغية كلغة رسمية بإدماجها ضمن أشغال المجلس. واعتبر السيد كوسكوس، حسب البلاغ، أن مجلس المستشارين يستنير في هذا المسعى بالتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، لاسيما منها الواردة في الخطب الملكية الموجهة للأمة أثناء افتتاح الدورات التشريعية للبرلمان. وأضاف أن مكتب مجلس كان قد صادق على مشروع ورقة تقنية بمثابة مخطط عمل مرحلي يروم إدماج الأمازيغية بتنوعاتها اللسنية بالتدرج في سائر مناحي العمل التشريعي للمجلس، وذلك إلى جانب اللغة العربية، وهو المشروع الذي يعرضه مجلس المستشارين على أنظار خبراء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لإدراجه كأرضية توجيهية تكون مؤطرة بمذكرة تفاهم وتعاون بين المؤسستين لتوفير كل الشروط العلمية والتقنية والبشرية الكفيلة بإنجاح عملية إدماج الأمازيغية ضمن أشغال المجلس. من جهته، أكد السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، استعداد المعهد عمادة وخبراء وأطرا لتقديم كل الدعم لمجلس المستشارين وللبرلمان بصفة عامة، لإنجاح عملية تفعيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالأمازيغية، خاصة أن البرلمان بمجلسيه يستعد لاستقبال مشروع القانون التنظيمي المتعلق بكيفيات إدماج الأمازيغية، وكذا مشروع القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية. وأبرز أن هذين المشروعين، اللذين يكتسيان أهمية بالغة، يستدعي التداول في شأنهما من قبل مجلسي البرلمان الانفتاح على مقترحات مختلف الفاعلين والمهتمين وعلى رأسهم المعهد الملكي وفعاليات المجتمع المدني. من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس المستشارين عبد الوحيد خوجة استعداد أطر المجلس للعمل سويا مع خبراء المعهد الملكي في إطار لجنة تقنية لتتبع تنفيذ مختلف القرارات المتضمنة في مذكرة التفاهم والتعاون بين المؤسستين. وذكر بالمناسبة بتشكيل مجلس المستشارين لفريق عمل منبثق عن مركز الأبحاث والدراسات البرلمانية يضم أطرا متخصصة ومؤهلة للعمل مع خبراء المعهد الملكي لتدارس أفضل الآليات لضمان إدماج حقيقي وناجع وفعال للأمازيغية ضمن أشغال المجلس.