أحيانا أطرح بعض الأسئلة التي قد تبدو ثانوية، وقد تبدو من ناحية أخرى متشعبة المتاهات، لكن ما يحيرني بخصوص معيشي اليومي في هذه البلاد، هل نحن بين أحضان دولة إسلامية أم دولة علمانية لا دينية ؟ مظاهر التدين في المغرب بادية للعيان من خلال المساجد والآذان والحجاب وما إلى ذلك من المظاهر الأخرى، لكن إذا ما نظرنا إن كانت الدولة تعكس حقا هذا التدين فإني لا أجد الإجابة إيجابية بالمرة. فإن كان الدستور ينص على أن دين البلاد هو الاسلام، فإن هذه الدولة لا تطبق هذا الدين إلا القليل القليل، حاصرة إياه بين أحكام الإرث وبعض الأحكام القضائية 'المستوحاة' من الإسلام، فلو تعارض قانون مع مبادئ الإسلام، فلا مشكلة في ذلك "بالنسبة لهم"، فهذا زمن اتباع الهوى وحكم الأغلبية، أما أحكام الإسلام فقد مر عليها أكثر من 14 قرنا ولا بد من الإبتداع لمسايرة المثال الأعلى الذي هو الغرب، هذا ظنهم طبعا، لكن للاسف نسوا أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان، بل وتناسوا قولة الفاروق حين قال : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. ديمقراطيتهم لا تطاق، ولو كان مبدأها هو تحكيم تشريع الانسان وطغيان 51% على 49% ، إلا أنهم لا يطبقون منها ألا ما يروقهم لتزيين خطاباتهم التي لم تعد رنانة بسبب ملل الآذان من الإصغاء لأفواه تنطق مكرا. يقال أن الحكومة يقودها حزب إسلامي، فهل أرجع هذا الحزب المظاهر الدينية للحياة السياسة في قيادة البلاد؟ أم أن هذا الحزب ليس إلا صورة طبق الأصل لما سبق؟ حقا لا تتغير إلا الأسماء ... هكذا تساؤل يدفعني لتكريس فكرة أن سياسة البلاد لا تتغير بتغير الحكومات، لأنها وبكل بساطة ليست هي من تتحكم بزمام الأمور، فإن لم ترحمنا الحكومة الإسلامية فنرجو أن يرحمنا رب العباد بمن يطبق شرعه على أرضه بحكم عادل، ولتكن الإنطلاقة من المغرب الأقصى بإذن الله، وإن الغد لناظره لقريب.