عاشقو الأفلام والألعاب مهووسون باقتناء كل ما هو جديد لممارسة هوايتهم المفضلة. ونظارات الواقع الافتراضي هي آخر صيحات "الموضة" في هذا المجال، حيث قدمت الشركات الكبرى، مثل سامسونغ و"أج تي سي" و"أوكولوس" وشركة سوني نظارات تناسب أذواق عشاق الألعاب الإلكترونية. مميزات النظارات قدمت شركة "اوكولوس" نظارتها الجديدة "أوكولوس ريفت" بعد 20 عاما من تقديم نسختها الأولى من نظارات الواقع الافتراضي. ويمكن عبر نظارات "أوكولوس ريفت" مشاهدة الفيلم أو اللعبة برؤية دائرية كاملة للعينين (360 درجة) وحققت النجاح في هذه السوق الناشئة وتعاقدت بعض شركات الإنتاج العسكري مع الشركة لإنتاج نظارات خاصة للاستخدام العسكري، مثل قيادة الدبابات، كما تستخدم هذه النظارات في الترويج السياحي. أما شركة ناسا فقد قررت تجربة استخدام النظارات في عالم الفضاء. نظارات "htc" هي hلأخرى بدأت المنافسة في هذه المجال، وتحمل النظارة شاشة حجمها 5.7 بوصة بتقنية "أو أل إي دي" يمكنها عرض الأفلام بدقة عالية الوضوح، حسب ما جاء في تقرير نشره موقع "فوكوس" الألماني. أما شركة سوني فكانت قد طرحت في آذار/ مارس الماضي لعبة خاصة تتناسب مع نظارتها للواقع الافتراضي. وجهاز سوني مزود بشاشة عرضها 14.5 سنتيمتر ويوفر مسارات برؤية دائرية كاملة (360 درجة) ومجال رؤية مئة درجة، ولا يستغرق سوى 18 ميلي ثانية بين تحريك اللاعب لرأسه والحصول على صورة صحيحة. أما شركة سامسونغ العملاقة، فطرحت في الأسواق نظارات "سامسونغ Gear vr" التي تدعم الرؤية في الواقع الافتراضي والاتصال اللاسلكي، وتحتوي على ذاكرة خارجية بسعة 16 غيغابايت. وتتناسب مع هواتف "غالاكسي S6" وهواتف "Note Edge 4". محاذير استعمال نظارات الواقع الافتراضي التقنية الجديدة المستخدمة في النظارات جذبت الكثير من المستخدمين العاديين وكذلك الباحثين والمختصين في التكنولوجيا إلى ارتدائها وتجربتها. وقد أجرى أستاذان من جامعة ماينتس الألمانية في الفلسفة دراسة وبحثا عن هذه النظارات، أحدهما ميشائيل ماداري الذي يعمل منذ 5 سنوات في جامعة ماينتس مع مشروع أوروبي لدراسة تأثير الروبوتات والواقع الافتراضي على المجتمع. ونقل موقع "دويتشلاند فونك" عن ماداري أن نظارات الواقع الافتراضي "تجعل الشخص يدخل في العالم الافتراضي وينغمس في هذا العالم ويبدأ بتحريك جسمه فيه كجسم افتراضي. وعندما يتحرك الشخص في هذا العالم الافتراضي تبدأ عيناه وجسمه بإعطائه معطيات ومشاهد أخرى. وتقنية نظارات الواقع الافتراضي تعمل بصورة دقيقة تجعل الشخص يعتقد أنه يعيش فعلا في هذا العالم وأنه شخص أخر يعيش في عالم أخر". وذكر الباحثان أن "المستخدمين لنظارات الواقع الافتراضي يقضون أوقات طويلة في العالم الافتراضي حسبما يشاؤون. لذلك على الباحثين دراسة الأبعاد النفسية للمستخدمين". وحتى استخدام النظارات في مجلات أخرى مثل علاج الصدمات النفسية، لقي بعض المعارضة. وذكر ماداري أنه "يمكن استخدام تقنية الواقع الافتراضي في علاج الأمراض النفسية. لكنه يجب علينا التذكر بأن هذه التقنية ما زالت في قيد التجربة ولذلك الأفضل عدم التسرع في استخدامها في المجالات العلاجية". ولم تتوصل أي دراسة علمية موثقة لنتائج تثبت وجود مخاطر نفسية على المستخدمين لهذه النظارات. فيما ذكرت بعض الدراسات أن الخطر الوحيد الذي يمكن أن يصاب به المستخدم هو إدمان استخدام هذه النظارات والألعاب بصورة عامة، ما قد يسبب الإرهاق والقلق وعدم التركيز، وخاصة مع كثرة الانغماس في هذا العالم الافتراضي. كما أن هذه النظارات ما زالت جديدة في الأسواق ولم تُجرعليها دراسات كافية لمعرفة تأثيرها على العينين، مثلما أوضح الباحث كريستيان كانديزيا في لقاء مع مجلة دير شبيغل الألمانية. والذي أضاف "كل شاشة الكترونية مضرة للعينين إذا استعملت لفترات طويلة، رغم ذلك لا توجد دراسات تذكر أن الشاشة الالكترونية تضر بالعينين أو تسبب قصر النظر عند الكبار. فيما توجد دراسات أشارت إلى أضرار هذه الشاشات على الأطفال وما تسببه من قصرلنظر لديهم".