ما وقع في مركب محمد الخامس ليلة "السبت الاسود" ، أكيد سيتكرر مرات و مرات أخرى طبعا بعد أن تهدأ عاصفة التنظير و الانتقادات من طرف علماء و خبراء الكرة في المغرب ، و بعد صدور عقوبة "الويكلو" في حق الرجاء و الغرامة المالية من طرف الجامعة التي لا تملك سوى الطرق الزجرية ، و بعدها سينسى الكل ما وقع ، لأن نسبة كبيرة من جماهير الملاعب في المغرب، شباب مغيب عن الوعي ، عاطلين ، سارقين ، هاربين من منازلهم ، مهمشين ، مجرمين، متسولين ، مشردين .. ، و من النادر جدا أن تجد أسرة مغربية في ملعب (أم ، أب ، أبناء ) ، و حتى نسبة كبيرة من الجمهور الحقيقي أصبح يهجر الملاعب تفاديا للكريساج أو التعرض لمكروه . وهنا نتساءل ، لماذا لا يملك المسؤولون عن الشأن الامني و الكروي بالمغرب الشجاعة الكافية من أجل وضع اليد على المشكل الحقيقي للقضاء على الشغب بدل محاربته عبر الشعارات و الايام الدراسية و الاجتماعات و الاجراءات التي يتضح دائما أنها مجرد كلام فارغ ، رغم أن المشكل "واضح و باين " ، و هو انتشار النزعة القبلية بين فصائل الاولتراس التي رغم أنها تخلق أجواء البهجة في الملاعب لكن باتت تحكمها الصراعات و الاقتتال ، و أصبحت مشكلة من شباب ذوي نزعات اجرامية ، و يتزعمها أناس يستغلونها لأهداف شخصية بعيدة كل البعد عن الرياضة . الاحداث السابقة أظهرت بجلاء أن القضاء على الشغب في الملاعب مرتبط بالاساس باصدار اجراءات صارمة ضد الاولتراس ، وهو ما فعله مسؤولون أجانب يتوفرون على ارادة حقيقية لمحربة الظاهرة، كرئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز ، الذي أصدر في دجنبر 2013، قانون جديد يحظر دخول مجموعة أنصار "ألتراس سور" المثيرة للجدل إلى ملعب سانتياغو برنابيو بسبب الأعمال المخالفة للقوانين ، و مؤخرا قرر مجلس إدارة النادى الأهلي المصري ، برئاسة محمود طاهر، منع جمهور الألتراس من دخول ملعب التتش بالقاهرة، سواء فى تدريبات الفريق أو في المباريات الودية، بسبب أعمال الشغب. اذن ، لماذا في هذه الدول يتم معاقبة الاولتراس مباشرة بينما في المغرب تسلط العقوبات على الفرق و يتم التغاضي عن اتخاذ عقوبات ضد الاولتراس "حتى ضسروهم" بصريح العبارة ، و جعلوا عناصرها يستقوون أمام الامن الذي وقف يتفرج بالامس مذهولا أمام المعارك الضارية التي نشبت بين أولتراس الرجاء و التي شوهت سمعة الفريق الاخضر و الكرة المغربية، فالامر اذن بات لا يحتمل المزيد من الشعارات و ضياع الوقت في التنظير لمحاربة ظاهرة تنخر جسم الكرة المغربية في السنوات الاخيرة .. فمن يريد محاربة الشغب في الملاعب المغربية ينبغي أن تكون لديه بالدرجة الاولى شجاعة النماذج التي عرضنها سلفا أو الاعتراف أننا أصبحنا نعيش تحت رحمة مشاغبي الملاعب.